قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الدولة القديمة – الأسرتان الثالثة والرابعة


الدولة القديمة – الأسرتان الثالثة والرابعة
إذن، لا يستبعد أبدا، أن "زوسر" الملك العظیم مؤسس الأسرة الثالثة، قد أكمل عملیات الاستكشاف والتنقیب التى بدأھا أسلافه. وربما يصعب حالیا الجزم بأن ھذا الملك ھو صاحب "لوحة المجاعة" الشھیرة: التى تم نقشھا فعلا إبان عھد بطلمیوس الخامس، فوق صخرة ضخمة بجزيرة سھیل (الشلال الأول). ومع ذلك، فلا يستبعد أبدا أن نصھا يومئ إلى حدث ما، وقع فعلا خلال حقبة متناھیة القدم ترجع إلى عدة آلاف من السنین!!
بداية من الأسرة الرابعة، يتضح أن الشعب النوبى، الذى كان ما يزال مدرجا بالمجموعة (أ)، قد جنح فعلا نحو المغیب . وقد واكب أفوله ھذا، وجود فرق عسكرية وأعداد من التجار بمنطقة "الشلال الثانى": حیث بدأت تظھر إلى الوجود مدينة مصرية بكل معنى الكلمة. ولكننا، بالرغم من ذلك، نكرر قولنا، أن مثل ھذه الأحوال، لم تكن تعد أبدا بمثابة محاولة استعمارية .. ولا حتى عمل على إدماج النوبة بداخل النظام العام "للإدارة" المصرية ومع ذلك، ففى المنطقة المتاخمة للشلال الثانى، ثارت عدة قلاقل واضطرابات : من جانب إحدى الفئات العرقیة: يرى بعض علماء المصريات أنھا خلیفة الفئة (أ) المھاجرة (ولم يثبت ذلك إثباتا تاما). واستطاع ھؤلاء القوم أن يتمركزوا فى كافة أراضى منطقة الشلال الثالث . أى: منطقة "كرما"؛ حیث الأراضى صالحة للزراعة. وفى ذات الحین، كان الأھالى القائمون ما بین الشلالین !! الأول والثانى، مازالوا يغطون فى حالة من السبات والخمود ربما قد يمكننا الإقرار بھذه النظرية : بناء على ذلك، فإن المعلومات المتطابقة مع حكم "سنفرو" الذى قدمھا ذاك النص المقتضب المعنون ب"حجر بالرمو"، تشیر قطعا إلى تحرك حملة
مصرية جديدة، وعبورھا لأراضى النوبة . ولكنھا أكملت تقدمھا إلى ما وراء الشلال الثانى، حیث وصلت فى نھاية الأمر .. إلى "كرما"!! ويتحدث ھذا النص، بداية، عن بناء الكثیر من السفن، وصلت أطوال بعضھا إلى حوالى عشرين متر وأكثر. وكان الھدف من ورائھا إنجاز الأعمال الضخمة؛ وأيضا، لشن الحملات العسكرية ضد النوبة. ولكن، على ما يبدو، أن الغنائم التى تم الاستیلا ء علیھا فى
نھاية المعركة: سبعة آلاف أسیر، ومائتى ألف رأس ماشیة (أحضر جزء منھا عبر میاه النھر )! كل ذلك لا يمكن الحصول علیه إلا من منطقة مراعى كبرى تتطابق بأراضى "نباتا "، وتلك المتاخمة للانعطاف الكبیر بنھر النیل .. أى منطقة "كرما".
اقتضت الضرورة إجراء عملیات متعددة للاستكشاف والتنقیب فى ھذا البلد حتى يستطیع قلاعو الحجارة العاملون فى خدمة الفراعنة، خلال الأسرة الرابعة استغلال محاجر "توشكى" بشمال العاصمة المقبلة: "عنیبة". وكان الھدف من وراء ذلك، ھو استخراج كتل الديوريت اللازمة لبناء نصب ومنشآت "خوفو" وتلك التماثیل البديعة الرائعة لخفرع، التى ستزين بھا المعابد الجنازية
فى الجیزة.
وربما أن عملیة نقل الحجر قد سلكت سبیلھا عبر طريق القوافل التى تصطف على جانبیه واحات "دنقل" و"كوركور". ومنذ تلك الأزمنة البعیدة، كانت الصنادل النھرية المصرية قادرة تماما على حمل أطنان ھائلة، تسمح لھا بنقل كتل الديوريت عبر النیل . ويؤكد ذلك فعلا، حمولة مسلتى الجرانیت الرھیبة الضخامة إبان الأسرة السادسة.
يلاحظ أن خط سیر ھذه السفن، كانت تشرف على حمايته عدة حصون صغیرة: متناثرة فى أماكن سھلة الاختراق والاعتداء من جانب أى مھاجمین . وكمثا ل على ذلك، ھذا الموقع المؤدى إلى مناجم الذھب فى "وادى العلاقى". وكدلیل على ذلك: تلك الآثار والأطلال المتبقیة من أحد قلاع الدولة القديمة فى ھیئة حصن بارز ومستدير الشكل؛ أكتشف منذ وقت غیر بعید فى منطقة إكور قبل بناء خزان أسوان الأول.
وفى طريق عودتھم إلى أس وان، كان الملاحون يُسرون بمشاھدة الرسوم والنقوش البسیطة السريعة التى نقشھا أھالى عصر ما قبل التاريخ فوق الصخور المطلة مباشرة على میاه النھر. فھا ھو، على سبیل المثال، واحد من أروع وأجمل ھذه "المناظر " – إذا جاز التعبیر – يمكن تأمله ب"وادى السبوع"، فوق واجھة كھف - مأوى صخرى. عموما، نجد أن ھذا الرسم يدخل مجال المنافسة مع نقوش صخرية أخرى غیره، بمنطقة "سیالة" على مقربة من "وادى السبوع".
ولكن، من خلال تلك الكتابات فوق الصخور، تراءت أيضا أسماء بعض الملوك والأفراد المدنیین من الأسرة الخامسة؛ خاصة بمنطقة "وادى السبوع " وتوماس عند منطلق أحد الطرق الكبرى للقوافل الآتیة من الصحراء الغربیة. وفى تلك المنطقة عثر كذلك على إشارة عن الملك "ساحو رع " وأحد ضباط البحرية المصرية، المدعو "خنوم حتب".
عندئذ، بدأت من النوبة، فترة استقطاب وتشغیل أعداد كبیرة من النبالین الماھرين البارعین بأمر من الملك "بیبى الأول": لمجابھة عشائر البدو بشمال شرق الحدود المصرية. وقد عرفت، فى ھذا الصدد، مختلف الفئات والقبائل؛ وضمنھا تلك المسماة ب "إرثت ". خلاف ذلك، ففى إطار ھذه الحقبة نفسھا، انبثقت فى النوبة نھضة جديدة: لقد تولدت من ظھور فئات شعبیة متجددة ( مجموعة C ) وريثة المجموعة : (A) الأولیة. وعلى ما يعتقد، أن ھذا الأمر قد دفع الطائفة المصرية المتمركزة بمنطقة "الشلال الثانى" إلى الانسحاب من "بوھن ": حتى لا يحدث صدام بینھا وبین الزعماء المحلیین؛ وأيضا للحفاظ على العلاقات التجارية الطیبة فیما بینھما. وبالفعل، لوحظ، بداخل ھذه المجموعة (C ) طبقة إجتماعیة متمیزة قادرة على منافسة السیادة والھیمنة المصرية التجارية فى النوبة!
وبالتالى، بداية من تلك الفترة، عمل الملوك المصريین على تغییر خططھم وأسالیبھم العسكرية فى ھذه المنطقة. فنرى، على سبیل المثال أن المحافظین القدامى بالمواقع الحدودية فى "إلفنتین"، قد حُولوا، بشكل ما، إلى سفراء : يھتمون خاصة باستتباب معاھدات واتفاقیات حسن الجوار مع الزعماء النوبیین المحلیین. ومع ذلك، كان ملوك مصر يريدون توفیر وتدعیم أمن التبادلات التجارية. ولذلك، كان لزاما علیھم السیطرة وإحكام قبضتھم على طرق القوافل بالصحراء، وبالواحات الغربیة: بواسطة عدة اتفاقیات؛ أو، إذا اقتضى الأمر .. بقوة السلاح!.. ولقد استتبع ذلك، خلال الأسرة السادسة، إيجاد ما يسمى بوظیفة: "حاكم واحات الداخلة ". ويكلف عادة، بفرض أسس ودعائم السلطة المصرية فى جوانب الطرق الصحراوية الرئیسیة.
إذن، لا يستبعد أبدا، أن "زوسر" الملك العظیم مؤسس الأسرة الثالثة، قد أكمل عملیات الاستكشاف والتنقیب التى بدأھا أسلافه. وربما يصعب حالیا الجزم بأن ھذا الملك ھو صاحب "لوحة المجاعة" الشھیرة: التى تم نقشھا فعلا إبان عھد بطلمیوس الخامس، فوق صخرة ضخمة بجزيرة سھیل (الشلال الأول). ومع ذلك، فلا يستبعد أبدا أن نصھا يومئ إلى حدث ما، وقع فعلا خلال حقبة متناھیة القدم ترجع إلى عدة آلاف من السنین!!
بداية من الأسرة الرابعة، يتضح أن الشعب النوبى، الذى كان ما يزال مدرجا بالمجموعة (أ)، قد جنح فعلا نحو المغیب . وقد واكب أفوله ھذا، وجود فرق عسكرية وأعداد من التجار بمنطقة "الشلال الثانى": حیث بدأت تظھر إلى الوجود مدينة مصرية بكل معنى الكلمة. ولكننا، بالرغم من ذلك، نكرر قولنا، أن مثل ھذه الأحوال، لم تكن تعد أبدا بمثابة محاولة استعمارية .. ولا حتى عمل على إدماج النوبة بداخل النظام العام "للإدارة" المصرية ومع ذلك، ففى المنطقة المتاخمة للشلال الثانى، ثارت عدة قلاقل واضطرابات : من جانب إحدى الفئات العرقیة: يرى بعض علماء المصريات أنھا خلیفة الفئة (أ) المھاجرة (ولم يثبت ذلك إثباتا تاما). واستطاع ھؤلاء القوم أن يتمركزوا فى كافة أراضى منطقة الشلال الثالث . أى: منطقة "كرما"؛ حیث الأراضى صالحة للزراعة. وفى ذات الحین، كان الأھالى القائمون ما بین الشلالین !! الأول والثانى، مازالوا يغطون فى حالة من السبات والخمود ربما قد يمكننا الإقرار بھذه النظرية : بناء على ذلك، فإن المعلومات المتطابقة مع حكم "سنفرو" الذى قدمھا ذاك النص المقتضب المعنون ب"حجر بالرمو"، تشیر قطعا إلى تحرك حملة
مصرية جديدة، وعبورھا لأراضى النوبة . ولكنھا أكملت تقدمھا إلى ما وراء الشلال الثانى، حیث وصلت فى نھاية الأمر .. إلى "كرما"!! ويتحدث ھذا النص، بداية، عن بناء الكثیر من السفن، وصلت أطوال بعضھا إلى حوالى عشرين متر وأكثر. وكان الھدف من ورائھا إنجاز الأعمال الضخمة؛ وأيضا، لشن الحملات العسكرية ضد النوبة. ولكن، على ما يبدو، أن الغنائم التى تم الاستیلا ء علیھا فى
نھاية المعركة: سبعة آلاف أسیر، ومائتى ألف رأس ماشیة (أحضر جزء منھا عبر میاه النھر )! كل ذلك لا يمكن الحصول علیه إلا من منطقة مراعى كبرى تتطابق بأراضى "نباتا "، وتلك المتاخمة للانعطاف الكبیر بنھر النیل .. أى منطقة "كرما".
اقتضت الضرورة إجراء عملیات متعددة للاستكشاف والتنقیب فى ھذا البلد حتى يستطیع قلاعو الحجارة العاملون فى خدمة الفراعنة، خلال الأسرة الرابعة استغلال محاجر "توشكى" بشمال العاصمة المقبلة: "عنیبة". وكان الھدف من وراء ذلك، ھو استخراج كتل الديوريت اللازمة لبناء نصب ومنشآت "خوفو" وتلك التماثیل البديعة الرائعة لخفرع، التى ستزين بھا المعابد الجنازية
فى الجیزة.
وربما أن عملیة نقل الحجر قد سلكت سبیلھا عبر طريق القوافل التى تصطف على جانبیه واحات "دنقل" و"كوركور". ومنذ تلك الأزمنة البعیدة، كانت الصنادل النھرية المصرية قادرة تماما على حمل أطنان ھائلة، تسمح لھا بنقل كتل الديوريت عبر النیل . ويؤكد ذلك فعلا، حمولة مسلتى الجرانیت الرھیبة الضخامة إبان الأسرة السادسة.
يلاحظ أن خط سیر ھذه السفن، كانت تشرف على حمايته عدة حصون صغیرة: متناثرة فى أماكن سھلة الاختراق والاعتداء من جانب أى مھاجمین . وكمثا ل على ذلك، ھذا الموقع المؤدى إلى مناجم الذھب فى "وادى العلاقى". وكدلیل على ذلك: تلك الآثار والأطلال المتبقیة من أحد قلاع الدولة القديمة فى ھیئة حصن بارز ومستدير الشكل؛ أكتشف منذ وقت غیر بعید فى منطقة إكور قبل بناء خزان أسوان الأول.
وفى طريق عودتھم إلى أس وان، كان الملاحون يُسرون بمشاھدة الرسوم والنقوش البسیطة السريعة التى نقشھا أھالى عصر ما قبل التاريخ فوق الصخور المطلة مباشرة على میاه النھر. فھا ھو، على سبیل المثال، واحد من أروع وأجمل ھذه "المناظر " – إذا جاز التعبیر – يمكن تأمله ب"وادى السبوع"، فوق واجھة كھف - مأوى صخرى. عموما، نجد أن ھذا الرسم يدخل مجال المنافسة مع نقوش صخرية أخرى غیره، بمنطقة "سیالة" على مقربة من "وادى السبوع".
ولكن، من خلال تلك الكتابات فوق الصخور، تراءت أيضا أسماء بعض الملوك والأفراد المدنیین من الأسرة الخامسة؛ خاصة بمنطقة "وادى السبوع " وتوماس عند منطلق أحد الطرق الكبرى للقوافل الآتیة من الصحراء الغربیة. وفى تلك المنطقة عثر كذلك على إشارة عن الملك "ساحو رع " وأحد ضباط البحرية المصرية، المدعو "خنوم حتب".
عندئذ، بدأت من النوبة، فترة استقطاب وتشغیل أعداد كبیرة من النبالین الماھرين البارعین بأمر من الملك "بیبى الأول": لمجابھة عشائر البدو بشمال شرق الحدود المصرية. وقد عرفت، فى ھذا الصدد، مختلف الفئات والقبائل؛ وضمنھا تلك المسماة ب "إرثت ". خلاف ذلك، ففى إطار ھذه الحقبة نفسھا، انبثقت فى النوبة نھضة جديدة: لقد تولدت من ظھور فئات شعبیة متجددة ( مجموعة C ) وريثة المجموعة : (A) الأولیة. وعلى ما يعتقد، أن ھذا الأمر قد دفع الطائفة المصرية المتمركزة بمنطقة "الشلال الثانى" إلى الانسحاب من "بوھن ": حتى لا يحدث صدام بینھا وبین الزعماء المحلیین؛ وأيضا للحفاظ على العلاقات التجارية الطیبة فیما بینھما. وبالفعل، لوحظ، بداخل ھذه المجموعة (C ) طبقة إجتماعیة متمیزة قادرة على منافسة السیادة والھیمنة المصرية التجارية فى النوبة!
وبالتالى، بداية من تلك الفترة، عمل الملوك المصريین على تغییر خططھم وأسالیبھم العسكرية فى ھذه المنطقة. فنرى، على سبیل المثال أن المحافظین القدامى بالمواقع الحدودية فى "إلفنتین"، قد حُولوا، بشكل ما، إلى سفراء : يھتمون خاصة باستتباب معاھدات واتفاقیات حسن الجوار مع الزعماء النوبیین المحلیین. ومع ذلك، كان ملوك مصر يريدون توفیر وتدعیم أمن التبادلات التجارية. ولذلك، كان لزاما علیھم السیطرة وإحكام قبضتھم على طرق القوافل بالصحراء، وبالواحات الغربیة: بواسطة عدة اتفاقیات؛ أو، إذا اقتضى الأمر .. بقوة السلاح!.. ولقد استتبع ذلك، خلال الأسرة السادسة، إيجاد ما يسمى بوظیفة: "حاكم واحات الداخلة ". ويكلف عادة، بفرض أسس ودعائم السلطة المصرية فى جوانب الطرق الصحراوية الرئیسیة.