قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
اتجاه


اتجاه
تتجه كافة أنحاء مصر وفقاً لمحورين: جنوب/شرق وشرق/غرب: أولھما يحدده مجرى النیل، أى نبع الحیاة الذى لا ينضب معینه أبداً وجسد "أوزيريس" أيضاً، أما ثانیھما، فتوضحه مسیرة الشمس التى تعبر السماء من الشرق إلى الغرب: ھا ھو إذن اتجاه طبیعى واضح المعالم، ولكنه، مع ذلك، كان يمارس بصفة رمزية. ووفقاً له، شیدت المقابر الملكیة والجبانات على الضفة الغربیة للنیل، وكذلك الحال لإتجاه كافة النصب والمنشآت المقدسة بمصر.
ولا ريب أن مثل ھذا التنظیم كان السبب فى تسمیة ال موتى : "بالغربیین "، بل وجعلھم رقوداً فى وضع يسمح بجعل وجوھھم تتجه ناحیة الشرق: أو بمعنى آخر: أن يتمكنوا، كل يوم، من مشاھدة إنتصار "الضیاء" على الظلمات. وھذا ھو ما يسمى "بالفجر".
ونلاحظ أن المھندسین المعماريین المسیحیین (حتى عصر النھضة)، قد استعانوا بھذه ا لرمزية عند تحديد إتجاه نصبھم الدينیة . وبذلك، نجد، جوقة المترنمین ناحیة الشرق، والبوابة الكبرى جھة الغرب، أما الموتى فى مقابرھم، فإن أنظارھم يجب أن تتجه نحو الشرق، لیكونوا على الفور شھوداً على معجزة عودة "المسیح". وفوق ارض وادى النیل، يتمدد جثمان المتوفى بح یث تستقر رأسه فى الشمال وقدماه فى الجنوب: وھكذا تكون يده الیسرى (التى تتلقى) فى إتجاه الشرق، أما يده الیمنى (التى تعطى) فى اتجاه الغرب. ومع ذلك، فقد يكون الوضع الخاص بجثمان المیت وفقاً لوجھة النیل : تعاكساً مع الإتجاه السابق ذكره ھنا؛ مثلما تعكس الشمس مسیرتھا كل نھار ثم كل لیل.
وخلال طقوس وضع أساس المعابد، لم يكن الأمر يقتصر على الاستعانة فقط بتلك المبادئ المذكورة آنفاً. بل كان يستعان أيضاً بالإتجاه الكونى: حیث تحدد مواقع الأربعة أركان الأساسیة للمعبد المرتقب من خلال مواقع النجوم والكواكب.
ينظر: علم الفلك، حجرات، يمین، شرق، نجم، أساس، إثنان، أفق، طائر، غرب، ريح.