قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
تحتمس الثالث


تحتمس الثالث
بعد وفاة حتشبسوت، وإبان الحكم المستقل لتحتمس الثالث، كانت "واوات" تنعم بفترة سلام وھدوء: لم تعكر صفوه أبدا تلك الحملات المس لحة التى قادھا الملك، لقمع بعض حركات التمرد والثورة فى "كوش". ومع ذلك، فھناك إيماء واحد فقط عن أحداث مشابھة (وكانت متعددة فى الماضى البعید)، قد وقعت فى العام الخمسین من الحكم، أثناء عملیات تخلیص جديدة للقناة القائمة بالشلال الأول. وبشكل متزامن، كانت أوجه نشاط نواب – الملك (خاصة المدعو نحى) تزداد وتتضخم.
بعد وفاة حتشبسوت، وإبان الحكم المستقل لتحتمس الثالث، كانت "واوات" تنعم بفترة سلام وھدوء: لم تعكر صفوه أبدا تلك الحملات المس لحة التى قادھا الملك، لقمع بعض حركات التمرد والثورة فى "كوش". ومع ذلك، فھناك إيماء واحد فقط عن أحداث مشابھة (وكانت متعددة فى الماضى البعید)، قد وقعت فى العام الخمسین من الحكم، أثناء عملیات تخلیص جديدة للقناة القائمة بالشلال الأول. وبشكل متزامن، كانت أوجه نشاط نواب – الملك (خاصة المدعو نحى) تزداد وتتضخم.
بداية من العام الواحد والثلاثین بوجه خاص، كانت ضرائب وجزى كوش و"واوات" تمر كل عام عبر النیل النوبى: وربما أنھا قد تبدو ضئیلة وغیر وفیرة، إذا ما قورنت بتلك التى تحصل من عملیات الردع والقمع العسكرى؛ أو المنتجات الواردة من خلال الحملات التجارية ب"الجنوب العظیم ". وھاھو مثال للضرائب التى تقدمھا "واوات" فقط؛ والتى كانت تحظى بحماية المملكة المصرية .
- العام الواحد والثلاثون من الحكم: ( 31 ) رأس أبقار وعجول، و( 61 ) ثور وإنتاج إحدى المحاصیل.
- العام الثالث والثلاثون: ( 20 ) فلاح، ( 44 ) رأس أبقار وعجول، و ( 60 ) ثور، ومحصول (فى العام الواحد: فترتین زراعیتین).
- العام الرابع والثلاثون : ( 345 ) دبن ذھب (الدبن الواحد = حوالى 100 جرام )، (عشرة ) فلاحون.
- العام الخامس والثلاثون: ( 34 ) فلاح، ( 94 ) أبقار وعجول، وثیران، ومحصول واحد.
- العام الثامن والثلاثون: ( 2844 ) دبن ذھب، ( 16 ) فلاح، ( 77 ) أبقار وعجول.
- العام التاسع والثلاثون: ( 089 ) رأس غنم وماشیة، كمیات من الأبنوس، والعاج، وبضاعة أخرى.
- العام الواحد والأربعون: ( 3144 ) دبن ذھب، ( 79 )9 رأس مواشى، كمیة من العاج، .. إلخ
العام الثانى والأربعون: ( 2374 ) دبن ذھب، ومحصول واحد.
كانت "واوات" تقدم كمیات وفیرة من الذھب، وكذلك الأمر بالنسبة لوادى العلاقى، حیث تقوم "قلعة كوبان" بالحماية والدفاع القوى عند مدخل "الوادى". ويضم ھذا الحصن فى جنباته عددا من الإداريین المصريین، وقوة عسكرية متمركزة : مكلفة بحماية الحملات وعملیات التنقیب بالمناجم. ومن المعروف أن الموظفین، الملحقین بالإدارة النوبیة، كانوا يحصلون على أجورھم، أو مكافئاتھم فى ھیئة كمیات من الذھب. وبالتالى، كانوا يستطیعون، بدورھم، تسديد ضرائبھم من ھذا المعدن النفیس. وھكذا، نجد أن "وزير" تحتمس الثالث "رخمیرع"، يحیطنا علما بأن: قائد قلعة "بیجة" (مواجھة ل"فیله"، كان يسدد حوالى 20 دبن ذھبا .. وعدد من القرود وعشرة أقواس، وعشرين قطعة من حطب شجر الأرز(؟). أما بالنسبة لقائد قلعة "إلفنتین"، فقد كان يدفع ضرائب لا تقل عن أربعین دبن ذھب، وصندوق ضخم ملئ بالأقمسة ال كتانیة . وعرفنا أيضا، أن الموظفین ببقیة مدن مصر، لم يكن كل منھم مطالب إلا بتقديم ( 2) دبن ذھب واحد فقط لا غیر! وربما أن كمیات الذھب فى واوات كانت أكثر كماً ووفرة عما ھى علیه فى كوش .
ولذلك، ففى تلك الحقبة ذاتھا، تحت إدارة "نائب الملك" المدعو "نیحى"، نعمت النوبة، فعلا بمرحلة أعمال معمارية كبرى (بخلاف، الإنجازات الإنشائیة المتعددة التى أنجزھا ملك مصر فى بلاد كوش .. حتى ما وراء جبل برقل ). ولعلنا نعلم أيضا أن تحتمس الثالث قد سید معبدا مكرسا لحورس كوبان (باكى)، على ضفة النیل الیسرى، فى مواجھة الحصن الھائل على الضفة الیمنى: حیث أرفق به ھو الآخر معبدا صغیرا .. شأنه كشأن معظم الحصون الأخرى..
يتبین أن معبد "الدكة"، قد أقیم، فى وقت متأخر بتلك المنطقة. وعندما تم تفكیكه حديثا، من أجل إعادة تشییده بعیدا عن میاه بحیرة ناصر: اكتشف القائمون بالعمل أن ھذا النصب البطلمى كان يرتكز فوق كتل حجرية رائعة، نقشت فوقھا صور لأشكال إلھیة، فى حديث وحوار دائم مع الرسوم والصور الممثلة لتحتمس الثالث. إنھا حقا نقوش نادرة بديعة وفائقة الجمال، تتسم بأسلوب مماثل لنظیره بمعبد ھذا الفرعون ذاته: الذى شیده فوق جزيرة "إلفنتین ". حقا، إن ھذه الزخرفة الجمیلة ما زالت تحتفظ بالقدر الأعظم من ألوانھا العريقة القدم .. التى قاومت تماما فیضانات عديدة على مدى آلاف السنین!!
عند سفح جبل "أبريم" الھائل، أمر تحتمس الثالث، نائبه "نیحى"، بحفر كوة مزخرفة، على الجدار الخلفى لتمثاله الجالس، المدمج بكتلة الحجر الرملى، وقد أحاطه من جانبیه شكلان لكل من "حورس میعام" و"ساتت". وعلى ضفة النھر الیمنى ھذه، فى "اللیسیه"، كرس الملك مقصورة رائعة الجمال بنفس الجرف الصخرى. ولكن، يبدو واضحا أن النصب الذى استحوذ على كل اھتمامه، ھو القائم على الضفة الیسرى (الغربیة) لنھر النیل. وكان قد شیده بموقع "عمدا" الحديث، شمال العاصمة "میعام" (عنیبة). ولأسباب ودواعى، سنحاول، لاحقا تبینھا وتفھمھا، حرص الخلفاء المباشرين لھذا الفرعون، على إكمال إنجازاته فى تلك المناطق: حیث عمل ثلاثة ملوك بالأسرة الثامنة عشرة على تسجیل وجودھم الشخصى وتمثیله.
أكیدا، أن التنقیبات التى حتمتھا خطورة احتمال غرق النوبة، قد أتاحت الفرصة لبعض الاستكشافات: حیث سمحت بإلقاء الضوء، مرة أخرى على حیاة المصريین المقیمین فى "واوات"، وعلى علاقاتھم مع السكان الأصلیین. فإن بلاد النوبة ھذه، كانت قد تحولت تدريجیا، فى أوائل الدولة الحديثة، إلى إقلیم ثقافى مرتبط بمصر: تقبل واستوعب تجربة جارته الكبرى مصر. أو بمعنى آخر، وفقا لقول "س. دونادونى": "حیث أُعقم، تدريجیا النھج الخاص بالأھالى الأصلیین".
ــــــــــــــــــــــــــ
حكايات شعبیة فرعونیة
ترجمھا عن اللغة المصرية القديمة وناقشھا
ج. ماسبیرو
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم د. محمود ماھر طه
ترجمھا عن اللغة المصرية القديمة وناقشھا
ج. ماسبیرو
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم د. محمود ماھر طه