المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الزخارف النباتية فى العمارة المصرية القديمة

نموذج آخر من تيجان الاعمدة من معبد اسنا"زخارف نباتية"
الزخارف النباتية فى العمارة المصرية القديمة

حدث تعديل جديد في فلسفة العمارة نلمحه في مجموعة الملك ساحورع ثاني ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة كنموذج التي حظيت بعناية كبرى في ترميمها، وتبدو مظاهر هذا التعديل في إقامة أعمدة على ه
يئة سيقان الأزهار "زخارف نباتية" أخف بدنا من الأعمدة المربعة، وأدى هذا وحده إلى إحداث التعديل في المساحات الداخلية للقاعات والأفنية بعد أن فقدت صرامتها الهندسية التي فرضتها المسطحات الهندسية المجردة – كذلك ظهرت الطبانات ذات الطنوف والحليات الطليسانية، فأسبغ هذا شيئا من الرقة على تأثير الشكل الخارجي للمباني، كما استبدلت الفتحات الضيقة المستطيلة التي نجدها في معبد خفرع فتحات عريضة تفضي إلى الخارج وقد ظل هذا الطراز سائدا خلال الأسرة الخامسة بأكملها، ويغلب على الظن أنه بقى خلال الأسرة السادسة أيضا من الدولة القديمة وإن ظهرت بمجموعة بيبي الثاني ردة إلى تقاليد الأسرة الرابعة في التنسيق الكلاسيكي للقاعات، واستعمال الأعمدة المربعة، والاكتفاء بباب واحد بسيط مستطيل الشكل في المعبد الأسفل أو معبد الوادي. ولم تعرف بعد إن كانت هذه ردة محدودة اقتصرت على عصر بيبي الثاني أم إنها عاشت فترة طويلة من الزمن. وسنظل عاجزين عن تحديد ذلك حتى نجد أدلة تشير إلى اقتصارها على عصره، وذلك باكتشاف معابد تسبق عهد بيبي الثاني وأخرى تليها نلمس فيها الطابع اللطيف الذي يميز معابد سلفه وخلفه من ملوك الأسرتين الخامسة والسادسة.

فلسنا إذا أمام تغيير في الذوق فحسب بل أمام تبدل في فلسفة العمارة والأهداف التي كان يرمي إليها المهندسون الذين كانوا يسعون إلى التقشف والبساطة التامة متخذين من ذلك وسيلة لإسباغ التأثير الديني الجبار على مبانيهم العظيمة وإبرازهيبتها. وكان لاستخدام الحجارة شأن في هذه الحركة أسهم في أن يكتب لها النجاح، غير أنه لم يكن العامل الأساسي فيها. ونرى هذا الاتجاه يميل إلى التبسيط بوضوح في معبد الوادي للملك خفرع من منة الدواة القديمة وهو المعبد الذي تعطينا حالته الراهنة الانطباع الجمالي الذي كانت عليه المجموعة بأكملها.
ونستطيع أن نتبين في هذا العصر نشأة الأعمدة وتطورها، فقد بدأ ظهور أعمدة ملتصقة بالجدران غير كاملة بسبب اندماج جزء منها في الجدار حتى سميت أحيانا الأعمدة النصفية أو المتشابكة واتخذت عدة أشكال فهي أحيانا ذات أضلاع هندسية، وأحيانا بزخارف نباتية شبيها بجذوع النخيل أو بجزم النباتات. وقد اكتشفت أربعة نماذج لها تنصب دون قواعد، وتعلوها أوراق نبات مرسلة على نحو الطراز "الكورنثي" الإغريقي الذي ظهر فيما بعد كما في "بيت الجنوب" بمجموعة مباني زوسر بسقارة من الدولة القديمة.

ثم ظهرت الأعمدة المربعة الضخمة المنحوتة من كتلة واحدة على نحو ما نرى في معبد الوادي للملك خفرع المشيد من كتل الجرانيت والذي ازدادت قاعته الرئيسية بثلاثة وعشرين تمثالا، أما المعبد الأعلى، وهو المعبد الجنائزي فيتكون من قاعتي أعمدة وغرفتين أضيق منهما توضع فيهما التماثيل.

ومما يسترعى الانتباه في مجموعات المباني هذا التناسب المعماري بين الأعمدة والبناء الذي يتفق وجلال الأعمدة الجرانيتية الضخمة التي تعلوها الكتل الحجرية مع ما فيها من بساطة، لها هيبتها ووقارها وجلالها، مما هو على النقيض من الأعمدة ذات الزخارف النباتية التي سبقتها في سقارة. وظلت هذه الأعمدة عارية من الزخارف حتى بدأت الأسرة الخامسة في زخرفة الأعمدة المربعة بالنقوش المحفورة. وظهرت الأعمدة التي على شكل أزهار البشنين والتى تذكرنا بحزم النباتات البدائية. وكان جسم كل عمود يبدو مكونا من سيقان مستديرة يقل سمكها تدريجيا نحو القمة حيث تربط بخمسة أربطة تظهر فوقها الزهرة وهي تكاد تكون متفتحة وظهرت الأعمدة النخيلية . وهى الأعمدة التي نراها في معبدي "ساحورع" و"ني – أوسر – رع" في أبو صير. والتي يندر وجودها بعد الدولة القديمة، وأخيرا الأعمدة البردية ذات الحزم الموثقة والزهرة المغلقة التي لا يفصل بين وريقاتها برعم.
وإذا كانت هذه النماذج المختلفة من الأعمدة الحجرية قد نشأت في مصر بديلة عن جذوع النخيل وسيقان زهرتي البشنين والبردي التي كانت تصف جنبا إلى جنب لتشد فوقها سقوف البيوت الأولى، فإن العالم مدين للمصريين القدماء بابتكار الأعمدة واستخدامها دعائم في البناء المعماري، فهم الذين برعوا في تشييدها وزينوا بها ساحات معابدهم وقصورهم وجعلوها في صورة باقات أزهار تحمل السقوف على براعمها.

- الحوائط الشبيهة "بظهر الحمار" التي شاع استخدامها في الأسرة الرابعة أكثر من غيرها، ثم اختفت بعد عهد الدولة الوسطى.
- الطنف المصري وهو الإفريز المصري الذي يعلو جدران الأبنية الحجرية في هيئة ربع دائرة مقعرة يزداد بروزها ميلها إلى الخارج كما اقتربت من حافة الطنف العليا. ولم تكن هذه الحلية في البداية إلا أطراف سيقان الغاب والجريد التي كانت تبنى منها جدران المعابد الأولى فسواها البناءون وجعلوها متصلة بعضها ببعض بالحبال الليفية، ثم استخدم الطنف في إخفاء حواف ألواح السقف الحجرية.

- "الخيزرانة" أو الحلية الطيلسانية، وهي نحت إطار بارز بواجهة البناء مزركش على هيئة سيقان غاب محزومة بالحبال، يذكرنا بسيقان الغاب التي كان المصريون البدائيون يقوون بها جوانب أكواخهم الهشة القديمة. فلم تكن حواف الجدران ذات أطراف حادة إلا في النادر بل تحف بجوانبها الخيزرنات ويعلوها طنف سطحه الأعلى البارز شريط مسطح. ومن ثم كانت الجدران وقد اكتنفها مثل هذا الإطار تبدو كلوحات ضخمة ، كل منها كامل وقائم بذاته دون أي بروز أو فتحات. فالفتحات كانت نادرة ولم تكن وظيفتها إذا استخدمت في المعابد إلا للتهوية والإضاءة أو تثبيت عناصر الزينة الخشبية أيام الاحتفالات.
- زخارف "خكر"، وهي أفاريز تعلو الجدران الخارجية للمباني تحاكي أوراق البوص المشدود بعضها إلى بعض بأسلوب محور، والغرض منها كما يفهم من معناها المصري القديم تزيين المبنى، وثمة نموذج لها في "بيت الجنوب" بمجموعة مباني زوسر في سقارة
- الميازيب وكانت على شكل رأس أسد، ينسكب عبرها ماء المطر فلا يتجمع فوق سطح البناء، على نحو ما نجده في جوسق سنوسرت الأول ومعبدي إدفو ودندرة.
- الأبواب الوهمية، وتحتوي على عارضة اسطوانية وطنف محلي بورود بدائية وتتيح هذه الأبواب للمتوفى أن يتصل بعالم الأحياء.

وقد ظهرت اللوحات الدينية أول ما ظهرت في الأسرة الأولى بأبيدوس داخل أسوار الأضرحة الملكية الخاوية (أي المقابر المخصصة لأشخاص لا تدفن جثثهم فيها)، ثم ظهرت بعد ذلك على جانبي مداخل المصاطب وعلى واجهتها الشرقية، وكانت تحمل في البداية اسم المتوقي وألقابه، ثم جمعت إليها بعد ذلك صيغ القربان وبعض مناظر الحياة الخاصة بالمتوفى وأسرته، شأنها في ذلك شأن اللوحات المدنية لتخليد ذكرى حدث عام أو للإشارة إلى الحدود. وبرز في الدولة القديمة أيضا تمثال " أبو الهول ". الذي يتشكل من جسم أسد ووجه إنسان، والذي يمثل في رأي البعض عند المصريين الإله رع في المشرق، ويرى البعض أن "أبو الهول" يمثل هذا الملك خفرع يحرس معبديه وهرمه بالقوة السحرية التي تتمثل في "أبو الهول" وقد ازدادت هذه التماثيل انتشارا في عهد الدولة الوسطى غير أنها تنوعت في عهد الدولة الحديثة فنراها تزين مداخل المعابد على هيئة طريق يعرف بطريق أبو الهول،كما في معبد الاقصر. وقد تظهر فيه أحيانا بوجه آدمي، وأحيانا نجد هذه التماثيل برأس الصقر ممثلة هنا للإله حور أو حراختى، كما نجد التماثيل التي على شكل رأس الكبش ممثلة للإله أمن – رع. كما ظهرت التوابيت الحجرية المستطيلة الشكل ذات الغطاء المستوى أو المقوس قليلا، وكانت جوانبها منحوتة في جمال يحاكي جمال أسوار المباني ذات الدخلات والخرجات أو واجهات القصور.

ولم يتبدل المظهر الخارجي للمقابر الملكية فقد بقيت أهراما بما فيها من غرفة دفن داخلية وما لها من معبد جنائزي خارجي يشمل المقصورة والسرداب، وإن بدأت جدران المقابر تكتسي منذ عهد الملك "أوناس" آخر ملوك الأسرة الخامسة بكتابات تكاد تتشابه في جميع المقابر الملكية، وهي التي تعارف علماء المصريات على تسميتها "بنصوص الأهرام". وتعزى هذه النصوص إلى عصور موغلة في القدم، كما تفتقر على الوحدة العضوية، وقد استمدت في الأصل من تيارين دينيين مختلفين سبق أن أشرنا إليهما، وهما التياران اللذان انبثق أحدهما عن كهنة رع في عين شمس وانبثق الآخر من المأثورات الشعبية التي قامت على أسطورة أوزيريس إله الموتى. وتتضمن الفكرة الأساسية لهذه النصوص صعود الملك بعد وفاته إلى السماء وتحوله إلى إله برغبته هو وحده دون سائر الآلهة الأخرى التي تتركه يشق طريقه وحده إلى السماء ثم تمتنع عن الترحيب به عند وصوله، غير أنه يستطيع بعد ذلك أن يدخل السماء حيث يقضي فيها حياة طيبة فيرافق إله الشمس ويرتاد حقول النعيم على هواه.

وقد كان التقديس بعد الموت في الأصل وقفا على الملك وحده، وسرعان ما شمل التقديس الملكة، وامتد بعدها إلى بقية أفراد الأسرة المالكة، ثم إلى كبار رجال البلاط حتى شمل في النهاية أفراد الطبقة الراقية في المجتمع، وكان ذلك نتيجة للثورة الاجتماعية التي يبدو أنها حدثت في نهاية عهد بيبي الثاني.

ــــــــــ
منقول من جروب اثار مصر .

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"