المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

دائرة الزمن

دائرة الزمن
دائرة الزمن
دائرة الزمن :-
عند اعتلاء ملك جديد عرش مصر , كان قدماء المصريين يبدأون العد من جديد , فيسجلون اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الأولى من حكم الملك .
و كأن مصر كانت تولد من جديد مع بداية حكم كل ملك جديد .... و كأن ما مر من سنوات لا يؤخذ فى الحسبان و لا يبنى عليه أى عد تراكمى جديد .
يصعب على انسان الحضارة الحديثة تفهم طريقة "تصفير العداد" هذه و النظر الى الزمن و كأنه يولد من جديد مع اعتلاء كل ملك جديد عرش مصر .
ذلك أن الحضارة الحديثة تنظر الى الزمن و كأنه يسير فى خط مستقيم , فتبنى التقاويم الفلكية على اعتماد حدث أرضى (مثل ميلاد أو هجرة) كبداية للتقويم ثم الاستمرار فى العد التراكمى الى ما لا نهاية . هذا السير فى خط مستقيم يناقض طبيعة الزمن الذى يسير فى
دوائر / دورات .
فهمت الحضارات القديمة الزمن على أنه دورات , تبدأ و تنتهى . و عند انتهاء دورة زمنية تبدأ دورة جديدة و فى هذه الحالة لا يمكن اكمال العد الترامى لأن الدورة القديمة قد اكتملت و هنا وجب على الانسانية أن تعيد "تصفير العداد" و البدأ بحساب الزمن من اليوم الأول , من الشهر الأول من الدورة الزمنية الجديدة .
كان اعتلاء ملك جديد لعرش مصر يعتبر حدثا هاما ليس فقط على
الصعيد السياسى , و لكنه كان حدثا كونيا , لأن الملك فى مصر القديمة كان تجسيدا ل "حور" (حورس) , و هو أحد النترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) التى لعبت دورا فى نشأة الكون و تطوره .
كان حورس هو عاشر التاسوع (تاسوع ايونو/هليوبوليس) .....
كان رقم عشرة فى علم الأعداد الفيثاغوى هو أكمل الاعداد و هو رمز الكمال . و ارتبط هذا العدد بحورس , لأن حورس هو الذى جاء ليكمل ما قام به التاسوع من دور فى نشأة الكون .
ورث حورس عرش أبيه أوزير , و هو أول من قام بعملية توحيد الأرضين (سما – تاوى) , و حمل أيضا لقب "حور – آختى" , أى حورس الأفقين (أو حورس الذى يرتحل فى الأفقين ... الأفق الغربى و الأفق الشرقى) .
كان كل ملك من ملوك مصر هو تجسيد لحورس , و عند اعتلائه عرش مصر تبدأ معه دورة كونية جديدة , لأن دور الملك فى مصر لم يكن سياسيا فى المقام الأول , و انما كان دوره اعادة تكرار أحداث النشأة الأولى و تكرار ما قام به حورس الأزلى من توحيد الأرضين و الارتحال بين الأفقين الغربى و الشرقى و هو ما يضمن استمرار الماعت (النظام الكونى) و عدم سقوط الكون فى هاوية الفوضى و الظلام .
تلك النظرة للزمن على أنه دورات كانت هى نظرة كل الحضارات القديمة .
فنجد أن تقويم المايا أيضا كان يعتمد نظام الدورات التى ينتهى الزمن عند نهاية كل دورة منها و يبدأ العد من جديد . لذلك نجد أن تقويم المايا الشهير أوقف العد عند يوم 21 ديسمبر 2012 .
اعتمدت حضارة المايا ثلاثة أنواع من التقاويم أطولها هو ما يعرف بالتقويم طويل الأمد و الذى مدته 5126 سنه ,حيث بدأ هذا التقويم سنة 3114 قبل الميلاد و ينتهى عام 2012 (تحديدا يوم 21 ديسمبر 2012) و يقسم هذا التقويم تلك 5126 سنه الى 394 فترة تعرف كل فترة باسم "باكتون" و تتكون من حوالى 13 سنه (و هو رقم مقدس عند المايا) و ينتهى آخر باكتون فى تقويم المايا يوم 21 ديسمبر 2012 و لا يوجد أى اشارة لدورة أخرى مكملة بعد هذا التاريخ و كأن الزمن سيتوقف فجأة عند هذا اليوم .
يخطئ من يتصور أن فى هذا اشارة لنهاية العالم . و انما الحقيقة أن الدورة الكبرى لتقويم المايا ستنتهى و ستبدأ دورة كبرى جديده , و بناء عليه لا يمكن الاستمرار فى العد التراكمى .
و وفقا لطبيعة دورات الزمن , فان الأجدر بالانسانية أن تتبع الحضارات القديمة و تترك طريقة العد التراكمى ... و تسير حسب قوانين الماعت (قوانين التوازن الكونى) و تبدأ العد من جديد مع بداية الدورات الكونية الجديده .

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"