قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الأرض والمحيط الأزلى
12:00 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
الأرض والمحيط الأزلى |
الأرض ................. و المحيط الأزلى :-
نبدأ رحلة البحث فى مركز الكون بالبحث فى مفهوم الأرض و المحيط الأزلى عند قدماء المصريين .
كانت الأرض عند قدماء المصريين تسمى "تا" (Ta) , و يكتب رمزها الهيروغليفىة على شكل جزيرة بيضاوية , و غالبا ما يحيط بها بحر من الماء (نون) من كل جانب , و هى بذلك تبدو كجزيرة وسط محيط .
و مثل كل أرواح الطبيعة فى مصر القديمة كان للأرض نتر , فكان "جب" (Geb) عند قدماء المصريين هو رمز الأرض .
و من رموز الأرض عند قدماء المصريين أيضا "تا – تنن" (Ta-tenen) , أى الأرض التى ارتفعت و انحسر عنها الماء بعد أن كانت غارقه تحته .
و كان "آكر" (Aker) من رموز الأرض أيضا فى مصر القديمة , و كان "آكر" يحرس البوابة الشرقية و الغربية للعالم ال "تحت – أرضى" (الدوات) .
كانت الازدواجية (duality) من السمات الأساسية للعلوم الكونية المصرية , فكان قدماء المصريين يرون فى كل شئ نسختان .
و حسب تلك النظرة الازدواجية للكون كانت الأرض عند قدماء أرضان و ليست أرض واحده .
فكان قدماء المصريين يطلقون على مصر "تاوى" (Tawy) , أى الأرضين ... و هما مصر الدنيا (السفلى) , و مصر العليا .
كان الاغريق يعتقدون أن مصر الدنيا و مصر العليا عند قدماء المصريين كان يقصد بها الأرض كلها و ليس فقط الدولة المصرية ككيان سياسى , و نجد فى النصوص المصرية القديمة ما يؤكد هذا الاعتقاد .
و كان قدماء المصريين يطلقون على مصر أيضا اسم "تا – مرى" (Ta-mery) , أى الأرض المحبوبة , كما أطلقوا عليها أيضا اسم كيميت ... أى الأرض السوداء .
و تلك الأسماء كلها تنطبق على مصر ككيان سياسى , و أيضا على الأرض كلها .
أما نون (مشتقة من الجذر "نو" , أى ماء) فهى تترجم فى الغالب على أنها الهاوية , و لكن المعنى الحرفى لها أنها مياه , و لكنها ليست الماء الذى نعرفه و نشربه و انما هى مياه الأزل التى خلق منها الكون .
ارتبطت "نون" (مياه الأزل) بنظريات نشأة الكون المصرية , فكانت هى العنصر الأولى الذى نشأ منه الكون , و هى مصدر كل شئ .
كان "نون" هو أحد النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية) فى مصر القديمة , و كان يوصف بأنه هو "القديم / الأزلى" .... و أحيانا بأنه هو "الذى كان موجودا فى الزمن الأول .
و من هذا البحر أو المحيط الأزلى ظهرت "تا" (الأرض) لأول مرة بعد أن كانت غارقه تحت مياه الأزل و محاطه بها من كل جانب .
أعتقد قدماء المصريين أن هذا المحيط الأزلى (نون) كان متصلا اتصالا ماديا (فيزيائيا) بالأرض لأن النصوص المصرية تقول بأن "نون" هى المصدر الذى ينبع منه النيل , و كل الآبار و الينابيع و الأنهار و البحار على الأرض .
و نقرأ فى نصوص التوابيت عن نشأة الكون أن شو (الهواء / الغلاف الجوى / الفضاء ) قام بفصل السماء عن كل من الأرض و نون . أى ان الأرض و "نون" تشكلان كيانا واحدا مقابلا للسماء .
و هذا البعد الخفى من أبعاد الكون المسمى "نون" يمكن لروح الانسان أن تصل اليه .... عن طريق المقبرة .
و كان أول شئ تقوم به روح الملك فى مصر القديمة بعد أن تغادر الجسد هى أن تذهب الى باطن الأرض .... الى "نون" . و هى حين تفعل ذلك , انما هى تعود الى المصدر و الرحم الذى أتت منه لتتصل بالقوى الكونية الموجودة فى هذا الرحم الكونى .
و تقدم لنا متون الأهرام صورة ل "نون" فتصفها بأنها مكان مظلم ... ووصف هذا البعد الخفى من أبعاد الكون بالظلام ربما للدلاله على الخفاء .
و تصف متون الأهرام "نون" وصفا شيقا حيث يوجد بها بوابات , و كهوف , و بحيرات , و بها قوى كونية تساعد روح الملك المتوفى فى رحلته الكونية الى داخل نون , فتخلصه من لفائف المومياء (أغلال الماده) , و تمده بالطاقة , و تساعده فى الانتقال من ضفة الى ضفة أخرى عبر الطرق المائية فى "نون" .
و كان من ألقاب أوزير فى مصر القديمة "الذى يسكن فى نون" .
-------------------------- -------------------------- -------------------
مقتطف من كتاب (The Midnight Sun) للكاتب Alan Alford
نبدأ رحلة البحث فى مركز الكون بالبحث فى مفهوم الأرض و المحيط الأزلى عند قدماء المصريين .
كانت الأرض عند قدماء المصريين تسمى "تا" (Ta) , و يكتب رمزها الهيروغليفىة على شكل جزيرة بيضاوية , و غالبا ما يحيط بها بحر من الماء (نون) من كل جانب , و هى بذلك تبدو كجزيرة وسط محيط .
و مثل كل أرواح الطبيعة فى مصر القديمة كان للأرض نتر , فكان "جب" (Geb) عند قدماء المصريين هو رمز الأرض .
و من رموز الأرض عند قدماء المصريين أيضا "تا – تنن" (Ta-tenen) , أى الأرض التى ارتفعت و انحسر عنها الماء بعد أن كانت غارقه تحته .
و كان "آكر" (Aker) من رموز الأرض أيضا فى مصر القديمة , و كان "آكر" يحرس البوابة الشرقية و الغربية للعالم ال "تحت – أرضى" (الدوات) .
كانت الازدواجية (duality) من السمات الأساسية للعلوم الكونية المصرية , فكان قدماء المصريين يرون فى كل شئ نسختان .
و حسب تلك النظرة الازدواجية للكون كانت الأرض عند قدماء أرضان و ليست أرض واحده .
فكان قدماء المصريين يطلقون على مصر "تاوى" (Tawy) , أى الأرضين ... و هما مصر الدنيا (السفلى) , و مصر العليا .
كان الاغريق يعتقدون أن مصر الدنيا و مصر العليا عند قدماء المصريين كان يقصد بها الأرض كلها و ليس فقط الدولة المصرية ككيان سياسى , و نجد فى النصوص المصرية القديمة ما يؤكد هذا الاعتقاد .
و كان قدماء المصريين يطلقون على مصر أيضا اسم "تا – مرى" (Ta-mery) , أى الأرض المحبوبة , كما أطلقوا عليها أيضا اسم كيميت ... أى الأرض السوداء .
و تلك الأسماء كلها تنطبق على مصر ككيان سياسى , و أيضا على الأرض كلها .
أما نون (مشتقة من الجذر "نو" , أى ماء) فهى تترجم فى الغالب على أنها الهاوية , و لكن المعنى الحرفى لها أنها مياه , و لكنها ليست الماء الذى نعرفه و نشربه و انما هى مياه الأزل التى خلق منها الكون .
ارتبطت "نون" (مياه الأزل) بنظريات نشأة الكون المصرية , فكانت هى العنصر الأولى الذى نشأ منه الكون , و هى مصدر كل شئ .
كان "نون" هو أحد النترو (القوى الكونية / الكائنات الالهية) فى مصر القديمة , و كان يوصف بأنه هو "القديم / الأزلى" .... و أحيانا بأنه هو "الذى كان موجودا فى الزمن الأول .
و من هذا البحر أو المحيط الأزلى ظهرت "تا" (الأرض) لأول مرة بعد أن كانت غارقه تحت مياه الأزل و محاطه بها من كل جانب .
أعتقد قدماء المصريين أن هذا المحيط الأزلى (نون) كان متصلا اتصالا ماديا (فيزيائيا) بالأرض لأن النصوص المصرية تقول بأن "نون" هى المصدر الذى ينبع منه النيل , و كل الآبار و الينابيع و الأنهار و البحار على الأرض .
و نقرأ فى نصوص التوابيت عن نشأة الكون أن شو (الهواء / الغلاف الجوى / الفضاء ) قام بفصل السماء عن كل من الأرض و نون . أى ان الأرض و "نون" تشكلان كيانا واحدا مقابلا للسماء .
و هذا البعد الخفى من أبعاد الكون المسمى "نون" يمكن لروح الانسان أن تصل اليه .... عن طريق المقبرة .
و كان أول شئ تقوم به روح الملك فى مصر القديمة بعد أن تغادر الجسد هى أن تذهب الى باطن الأرض .... الى "نون" . و هى حين تفعل ذلك , انما هى تعود الى المصدر و الرحم الذى أتت منه لتتصل بالقوى الكونية الموجودة فى هذا الرحم الكونى .
و تقدم لنا متون الأهرام صورة ل "نون" فتصفها بأنها مكان مظلم ... ووصف هذا البعد الخفى من أبعاد الكون بالظلام ربما للدلاله على الخفاء .
و تصف متون الأهرام "نون" وصفا شيقا حيث يوجد بها بوابات , و كهوف , و بحيرات , و بها قوى كونية تساعد روح الملك المتوفى فى رحلته الكونية الى داخل نون , فتخلصه من لفائف المومياء (أغلال الماده) , و تمده بالطاقة , و تساعده فى الانتقال من ضفة الى ضفة أخرى عبر الطرق المائية فى "نون" .
و كان من ألقاب أوزير فى مصر القديمة "الذى يسكن فى نون" .
--------------------------
مقتطف من كتاب (The Midnight Sun) للكاتب Alan Alford