قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
حورس و ست و توحيد الأرضين ( سما – تاوى )
7:07 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
حورس و ست و توحيد الأرضين ( سما – تاوى ) |
حورس و ست و توحيد الأرضين ( سما – تاوى ) :-
كان علم المصريات فى بدايته يفترض أن توحيد الأرضين "سما – تاوى"
(Sema-Tawy) هو حدث تاريخى سياسى تم فيه توحيد النصف الجنوبى من مصر مع النصف الشمالى فى عهد الملك نارمر (مينا) حوالى سنة 3400 قبل الميلاد .
و لكن فى العقود الأخيرة بدأ كثير من الباحثين يبدون تشككا فى هذه الفرضية و بدأ بعضهم يتبنى وجهة نظر فرانكفورت التى تفترض أن توحيد الأرضين هو مصطلح يتعلق بفلسفة الازدواجية (Duality) فى الكون , بمعنى وجود الشئ و نقيضه أو نظيره مثل السماء و الأرض .
جاء ذكر توحيد الأرضين فى كل من متون الأهرام و متون التوابيت و كتاب
الخروج الى النهار .
جاء فى متون الأهرام (نص رقم 335) :-
( لقد أصبحت يا أوزير ملكا و حاكما للقوى الكونية , يوم توحيد الأرضين )
هذا النص يشير الى أن عملية توحيد الأرضين فى الأصل تعود الى زمن موت و بعث أوزير و هى وقائع حدثت عند نشأة الكون .
و جاء فى كتاب الخروج الى النهار (نص رقم 17) :-
( هو حورس ابن ايزيس , الذى أصبح ملكا و حاكما للقوى الكونية خلفا لأبيه أوزير , يوم اكتمل خلق الأرضين ) .
هذه النصوص تثبت أن توحيد الأرضين لم يكن حدثا تاريخيا سياسيا و انما هو واحد من أحداث نشأة الكون و تطوره .
و حتى اذا كان هناك حدث تاريخى سياسى يحمل نفس الاسم , فان هذا الحدث يكون اعادة تمثيل للحدث الكونى الأزلى .
أما النقطة الثانية التى يجب الانتباه اليها , هو أن كلمة الأرضين "تاوى"
(Tawy) لا يقتصر معناها فقط على مصر كدولة و كيان سياسى , و انما
المعنى يشمل الأرض كلها .
و نجد الدليل على ذلك فى انشودة "بتاح – تاتنن" ببردية برلين و التى تصف "تاتنن" (رمز الأرض التى ارتفعت من مياه الأزل) بأنه خلق الأرضين ليجعل منهما عرشه و لذلك حمل لقب "موحد الأرضين" .
كان الأغريق أيضا يترجمون كلمة "تاوى" المصرية بأنها الأرض كل الأرض و ليس فقط الكيان السياسى لدولة مصر .
كان قدماء المصريين يصورون توحيد الأرضين كعمل يقوم به كل من
حورس و ست , لأنهما رمز الغريمين (العدوين) اللذين تصالحا الى الأبد .
و نجد أن هذه الفكرة تنعكس بوضوح فى كتاب الخروج الى النهار
(نص رقم 183) , حيث يقوم تحوت بدور القاضى و الحكم و صانع السلام
( لقد قام تحوت بمصالحة الغريمين "حورس و ست" من أجلك يا أوزير , لقد أوقف الغضب و الهياج من أجلك , لقد جعل الغريمين فى توافق لأجلك , و أصبحت الأرضان متصالحتان أمامك . لقد نزع تحوت ما فى قلبيهما من غل , و أصبحا فى حالة تآخى) .
يدل هذا النص على ان توحيد الأرضين عند قدماء المصريين كان مساويا للتصالح بين حورس و ست , و هو ما يجعلنا نفكر فى امكانية أن يكون حورس و ست هما الأرضين المشار اليهما فى اصطلاح "توحيد الأرضين" .
و بذلك تكون عملية "توحيد الأرضين" هى رمز لنهاية لحقبة من الاضطرابات و التغيرات العنيفة العاصفة التى حدثت على الأرض عند بداية الخلق .
-------------------------- -------------------------- ---------------
مقتطف من كتاب (The Midnight Sun) للكاتب
كان علم المصريات فى بدايته يفترض أن توحيد الأرضين "سما – تاوى"
(Sema-Tawy) هو حدث تاريخى سياسى تم فيه توحيد النصف الجنوبى من مصر مع النصف الشمالى فى عهد الملك نارمر (مينا) حوالى سنة 3400 قبل الميلاد .
و لكن فى العقود الأخيرة بدأ كثير من الباحثين يبدون تشككا فى هذه الفرضية و بدأ بعضهم يتبنى وجهة نظر فرانكفورت التى تفترض أن توحيد الأرضين هو مصطلح يتعلق بفلسفة الازدواجية (Duality) فى الكون , بمعنى وجود الشئ و نقيضه أو نظيره مثل السماء و الأرض .
جاء ذكر توحيد الأرضين فى كل من متون الأهرام و متون التوابيت و كتاب
الخروج الى النهار .
جاء فى متون الأهرام (نص رقم 335) :-
( لقد أصبحت يا أوزير ملكا و حاكما للقوى الكونية , يوم توحيد الأرضين )
هذا النص يشير الى أن عملية توحيد الأرضين فى الأصل تعود الى زمن موت و بعث أوزير و هى وقائع حدثت عند نشأة الكون .
و جاء فى كتاب الخروج الى النهار (نص رقم 17) :-
( هو حورس ابن ايزيس , الذى أصبح ملكا و حاكما للقوى الكونية خلفا لأبيه أوزير , يوم اكتمل خلق الأرضين ) .
هذه النصوص تثبت أن توحيد الأرضين لم يكن حدثا تاريخيا سياسيا و انما هو واحد من أحداث نشأة الكون و تطوره .
و حتى اذا كان هناك حدث تاريخى سياسى يحمل نفس الاسم , فان هذا الحدث يكون اعادة تمثيل للحدث الكونى الأزلى .
أما النقطة الثانية التى يجب الانتباه اليها , هو أن كلمة الأرضين "تاوى"
(Tawy) لا يقتصر معناها فقط على مصر كدولة و كيان سياسى , و انما
المعنى يشمل الأرض كلها .
و نجد الدليل على ذلك فى انشودة "بتاح – تاتنن" ببردية برلين و التى تصف "تاتنن" (رمز الأرض التى ارتفعت من مياه الأزل) بأنه خلق الأرضين ليجعل منهما عرشه و لذلك حمل لقب "موحد الأرضين" .
كان الأغريق أيضا يترجمون كلمة "تاوى" المصرية بأنها الأرض كل الأرض و ليس فقط الكيان السياسى لدولة مصر .
كان قدماء المصريين يصورون توحيد الأرضين كعمل يقوم به كل من
حورس و ست , لأنهما رمز الغريمين (العدوين) اللذين تصالحا الى الأبد .
و نجد أن هذه الفكرة تنعكس بوضوح فى كتاب الخروج الى النهار
(نص رقم 183) , حيث يقوم تحوت بدور القاضى و الحكم و صانع السلام
( لقد قام تحوت بمصالحة الغريمين "حورس و ست" من أجلك يا أوزير , لقد أوقف الغضب و الهياج من أجلك , لقد جعل الغريمين فى توافق لأجلك , و أصبحت الأرضان متصالحتان أمامك . لقد نزع تحوت ما فى قلبيهما من غل , و أصبحا فى حالة تآخى) .
يدل هذا النص على ان توحيد الأرضين عند قدماء المصريين كان مساويا للتصالح بين حورس و ست , و هو ما يجعلنا نفكر فى امكانية أن يكون حورس و ست هما الأرضين المشار اليهما فى اصطلاح "توحيد الأرضين" .
و بذلك تكون عملية "توحيد الأرضين" هى رمز لنهاية لحقبة من الاضطرابات و التغيرات العنيفة العاصفة التى حدثت على الأرض عند بداية الخلق .
--------------------------
مقتطف من كتاب (The Midnight Sun) للكاتب