قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الدوات (Duat) حيث يولد النور من الظلام
4:07 ص |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
الدوات (Duat) حيث يولد النور من الظلام |
الدوات (Duat)
حيث يولد النور من الظلام :-
تترجم كلمة "دوات" (Duat) عادة بأنها "العالم السفلى" , و لكن فى الحقيقة هذه الترجمة تعتبر غير دقيقة , و لا تعبر عن المعنى الحقيقى للدوات كما فهمه قدماء المصريين .
فكلمة "دوات" فى اللغة المصرية القديمة كانت تستعمل فى الأصل للدلالة على الفجر / الشفق / ميلاد النجوم قبل طلوع الشمس / المكان الذى تولد فيه النجوم عند الفجر .
و من خلال هذه المعانى العديدة التى تدور كلها حول فكرة واحدة و هى فكرة ميلاد النجوم عند الفجر , يمكننا أن نستنتج أن الدوات هو منطقة وسطى بين الليل و النهار ... أو بين الظلام و النور .
و لا يقتصر المعنى على كون الدوات منطقة وسطى, و لكنه يحمل أيضا دلالات أعمق , اذ توحى الكلمة أيضا بأن النور يقوم بازاحة الظلام فى طريقه لكى يولد من جديد .
و لذلك فالدوات هو ذلك العالم الذى يرتحل فيه الانسان و يسافر من الظلام الى النور .... و من الليل , لكى يولد من جديد فى النهار .
لم تكن كلمة "دوات" هى الكلمة الوحيدة فى اللغة المصرية القديمة التى تعبر عن ذلك العالم البرزخى , و انما هناك كلمة أخرى و هى "آمنتت" (Amentet) .
و كلمة "آمنتت" تعنى حرفيا "المكان الخفى" , و كانت تصور على شكل ربة جميلة تحمل لقب "ربة الغرب" , و تقوم باستقبال الشمس عند اختفائها فى الأفق الغربى مع بداية رحلتها فى العالم الاخر , و كذلك تستقبل أرواح البشر عند انتقالهم من عالم الأحياء الى العالم الاخر .
و تعتبر "آمنتت" احدى صور الأم الكونية (مثل نوت و حتحور) , و التى تقوم بابتلاع الشمس عند الغروب و تعود فتلدها عند شروق كل يوم جديد .
و ما ينطبق على الشمس ينطبق على كل المخلوقات الحية . حيث تعتبر "آمنتت" المنطقة أو العالم االذى تختفى فيه الأشكال عند موتها ,
و تخرج منه مرة أخرى عندما تولد من جديد فى النهار .
و يقول بلوتارك ان "آمنتت" عند قدماء المصريين هى "المكان الذى يأخذ و يعطى" فاذا كانت "آمنتت" هى أحد أبعاد الكون الخفية , الا أن هذا الخفاء هو الذى تولد منه المخلوقات من جديد فى عالم الروح .
و يجمع ذلك العالم الخفى البرزخى بين صفتين متناقضتين , فالمخلوقات
التى ترتحل من خلاله ليست متجسده فى جسد مادى ظاهر , و فى نفس الوقت هى لم تكتسب بعد ذلك النقاء الروحى الذى يؤهلها للانتقال مباشرة الى عالم الروح الذى تعيش فيه الكائنات النورانية .
فالرحلة هنا لم تكتمل بعد . و برغم الانفصال عن الجسد المادى , الا أن الروح لم تصقل بالقدر الذى يكفى للانتقال الى عالم الروح .
و يختلف مفهوم ال "دوات" أو "آمنتت" عند قدماء المصريين تماما عن فكرة "أرض اللاعودة" فى حضارة ما بين النهرين , و عن فكر "هادس"
عند الاغريق و عن فكرة "شيول" عند الاسرائيليين .
فالدوات ليس عالما تبقى فيه المخلوقات بقاءا أبديا بدون أى تغير أو
تحول , و انما هو عالم تجتاز فيه الروح العديد من الاختبارات و العقبات تهدف الى احداث نوع من التحول و التغير فى صفاتها , حيث تتخلص الروح مما كان عالقا بها من عالم الأرض , و تتطهر لكى تصبح روحا الهية مفعمة بالنور .
-------------------------- -------------------------- -----------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
تترجم كلمة "دوات" (Duat) عادة بأنها "العالم السفلى" , و لكن فى الحقيقة هذه الترجمة تعتبر غير دقيقة , و لا تعبر عن المعنى الحقيقى للدوات كما فهمه قدماء المصريين .
فكلمة "دوات" فى اللغة المصرية القديمة كانت تستعمل فى الأصل للدلالة على الفجر / الشفق / ميلاد النجوم قبل طلوع الشمس / المكان الذى تولد فيه النجوم عند الفجر .
و من خلال هذه المعانى العديدة التى تدور كلها حول فكرة واحدة و هى فكرة ميلاد النجوم عند الفجر , يمكننا أن نستنتج أن الدوات هو منطقة وسطى بين الليل و النهار ... أو بين الظلام و النور .
و لا يقتصر المعنى على كون الدوات منطقة وسطى, و لكنه يحمل أيضا دلالات أعمق , اذ توحى الكلمة أيضا بأن النور يقوم بازاحة الظلام فى طريقه لكى يولد من جديد .
و لذلك فالدوات هو ذلك العالم الذى يرتحل فيه الانسان و يسافر من الظلام الى النور .... و من الليل , لكى يولد من جديد فى النهار .
لم تكن كلمة "دوات" هى الكلمة الوحيدة فى اللغة المصرية القديمة التى تعبر عن ذلك العالم البرزخى , و انما هناك كلمة أخرى و هى "آمنتت" (Amentet) .
و كلمة "آمنتت" تعنى حرفيا "المكان الخفى" , و كانت تصور على شكل ربة جميلة تحمل لقب "ربة الغرب" , و تقوم باستقبال الشمس عند اختفائها فى الأفق الغربى مع بداية رحلتها فى العالم الاخر , و كذلك تستقبل أرواح البشر عند انتقالهم من عالم الأحياء الى العالم الاخر .
و تعتبر "آمنتت" احدى صور الأم الكونية (مثل نوت و حتحور) , و التى تقوم بابتلاع الشمس عند الغروب و تعود فتلدها عند شروق كل يوم جديد .
و ما ينطبق على الشمس ينطبق على كل المخلوقات الحية . حيث تعتبر "آمنتت" المنطقة أو العالم االذى تختفى فيه الأشكال عند موتها ,
و تخرج منه مرة أخرى عندما تولد من جديد فى النهار .
و يقول بلوتارك ان "آمنتت" عند قدماء المصريين هى "المكان الذى يأخذ و يعطى" فاذا كانت "آمنتت" هى أحد أبعاد الكون الخفية , الا أن هذا الخفاء هو الذى تولد منه المخلوقات من جديد فى عالم الروح .
و يجمع ذلك العالم الخفى البرزخى بين صفتين متناقضتين , فالمخلوقات
التى ترتحل من خلاله ليست متجسده فى جسد مادى ظاهر , و فى نفس الوقت هى لم تكتسب بعد ذلك النقاء الروحى الذى يؤهلها للانتقال مباشرة الى عالم الروح الذى تعيش فيه الكائنات النورانية .
فالرحلة هنا لم تكتمل بعد . و برغم الانفصال عن الجسد المادى , الا أن الروح لم تصقل بالقدر الذى يكفى للانتقال الى عالم الروح .
و يختلف مفهوم ال "دوات" أو "آمنتت" عند قدماء المصريين تماما عن فكرة "أرض اللاعودة" فى حضارة ما بين النهرين , و عن فكر "هادس"
عند الاغريق و عن فكرة "شيول" عند الاسرائيليين .
فالدوات ليس عالما تبقى فيه المخلوقات بقاءا أبديا بدون أى تغير أو
تحول , و انما هو عالم تجتاز فيه الروح العديد من الاختبارات و العقبات تهدف الى احداث نوع من التحول و التغير فى صفاتها , حيث تتخلص الروح مما كان عالقا بها من عالم الأرض , و تتطهر لكى تصبح روحا الهية مفعمة بالنور .
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler