قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
السحر فى مصر القديمة (الجزء الثانى) حكا (Heka)
11:21 م |
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
السحر فى مصر القديمة (الجزء الثانى) حكا (Heka) |
السحر فى مصر القديمة (الجزء الثانى) حكا (Heka) :-
لم تعرف اللغة المصرية القديمة كلمة "دين" (religion) التى نعرفها
حاليا .
و أقرب لفظ مصرى الى كلمة "دين" هو لفظ "حكا" (Heka)
و الذى يترجم عادة بمعنى "السحر" . كتب آلان جارندر يقول :
( من وجهة النظر المصرية القديمة , لم يكن هناك شيئا اسمه
"دين" و انما كان هناك "حكا" , و أقرب لفظ فى اللغة الانجليزية لمفهوم ال "حكا" هو لفظ " القوى السحرية" ) .
و حكا – مثله فى ذلك مثل ماعت – هو أحد المفاهيم الكونية ,
و كان يظهر فى الفن المصرى فى هيئة "كائن / كيان الهى" .
و من أهم ما يميز الحضارة المصرية , أنها كانت تنظر الى "حكا"
على أنه "كيان الهى" و ليس علما بمعنى أنه لكى يعرف الانسان ال"حكا" , يجب عليه أن يدخل فى علاقة معه , و يقوم بالاتصال به
اتصالا مباشرا .
جاء فى نصوص التوابيت أن "حكا" يقول عن نفسه ان وجوده يكمن
فى كلمة آتوم الأزلية الخلاقة التى أتت بالنترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) الى الوجود .
و يصف "حكا" نفسه بأنه الطاقة الالهية التى تقوم باحتضان كل شئ قدرته الارادة الالهية فى الأزل .
يقوم "حكا" بدور القدرة الالهية الكامنة فى كلمة الخلق , و بذلك يهب الحياه لكل النترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) و يكون مهيمنا عليها .
ان "حكا" لا يعتبر فقط الأب و الأصل لكل النترو و لكنه أيضا يعتبر الأب لكل ما يأتى الى الوجود .
حكا هو القوة الالهية التى تتغلغل فى كل ما هو موجود سواء كان فى عالم الروح أو فى عالم الماده .
كان الفنان المصرى القديم يصور حكا على شكل رجل يحمل فى قبضتى يده حيتان و يمسك بهما و هما تتقاطعان فوق صدره , و يحمل فوق رأسه علامة على شكل أسد رابض محمول فوق سارية , و رمز الأسد الرابض من معانيه (الكلمة الخالقة , أو الخلق بقوة الكلمة) .
و قد ظهر حكا فى بعض المشاهد و هو يحمل جسد "نوت" (السماء)
و يفصلها عن "جب" (الأرض) و هو بذلك يقو بالدور الذى اعتاد أن يقوم به "شو" (الهواء) .
و من خلال فصل السماء عن الأرض , تستطيع الموجودات ذات الطبيعة الروحانية أن تتجسد فى عالم الماده .
حكا هو القوة الكونية التى من خلالها يستطيع ما هو روحانى أن يصبح متجسدا
حكا هو همزة الوصل بين عقل الاله (العقل الكونى) آتوم
و بين كل ما ينبثق من ذلك العقل الكونى .
و لكى نفهم "حكا" علينا أن نتذكر دائما هاتان الصفتان الملازمتان له :-
*** أولا : أن "حكا" هو القوة الالهية الخلاقة التى تتغلغل فى كل الموجودات فى عالم الروح و أيضا عالم الماده
*** ثانيا : أن "حكا" هو همزة الوصل التى من خلالها تستطيع كل المستويات الروحانية و المادية فى الوجود أن تقيم اتصالا مباشرا بعضها ببعض و هو المركبة التى تنتقل عن طريقها الموجودات بين مستويات الوجود المختلفة (الروحانية و المادية) .
يقول الباحث الفرنسى "كريستيان جاك" فى دراسة قام بها عن السحر فى مصر القديمة :-
*** يمكن تعريف السحر بأنه الطاقة الكونية الأزلية التى تحيط بكل أبعاد الكون المختلفة سواء الأبعاد الروحانية التى تسكنها النترو (الكائنات الالهية) أو الأبعاد المادية التى تسكنها مخلوقات متجسده مثل الانسان . لقد نسجت الروح و المادة من أصل واحد فى الأزل .
و أهم شئ فى ممارسة السحر هو أن يدرك الساحر ذلك الخيط الرفيع الذى يربط كل أبعاد الكون و يقوم بتوحيد كل المخلوقات و ربطها فى سلسلة كونية واحده . ***
ان التمكن من علم السحر يتوقف على فهم طاقة ال "حكا" فهما عميقا , و التناغم معها , و تفعيل تلك الطاقة الخفية فى الأوقات المناسبة .
و لكى يستطيع المرء تحقيق ذلك , عليه أن يسلك طريق العارفين بالعلوم الباطينة و يقوم بتطوير قدراته الروحانية , لكى يتمكن من استخدام القوى السحرية الكونية .
ذلك أن الشخصانية و ال (ego) لا يمكنها أبدا أن تكون مهيمنة على عالم النترو (الكائنات الالهية) فقط "حكا" هو الذى يستطيع أن يهيمن على النترو , و يصدر لهم الأوامر .
فالساحر هو ذلك الانسان الذى استطاع أن يجعل من نفسه قناه تسرى من خلالها طاقة "حكا" السحرية .
و نجد مثلا لذلك فى متون الأهرام حيث جاء على لسان الملك بيبى
( لست أنا الذى ألقى اليكم هذه الكلمات أيها النترو , و انما هو "حكا" الذى يلقيها اليكم ) .
و فى هذا المثال نجد ن الملك نفسه قد تحول الى "حكا" , و تلك
هى الطريقة الوحيدة التى يستطيع بها أن يهيمن على النترو .
-------------------------- -------------------------- -------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler
لم تعرف اللغة المصرية القديمة كلمة "دين" (religion) التى نعرفها
حاليا .
و أقرب لفظ مصرى الى كلمة "دين" هو لفظ "حكا" (Heka)
و الذى يترجم عادة بمعنى "السحر" . كتب آلان جارندر يقول :
( من وجهة النظر المصرية القديمة , لم يكن هناك شيئا اسمه
"دين" و انما كان هناك "حكا" , و أقرب لفظ فى اللغة الانجليزية لمفهوم ال "حكا" هو لفظ " القوى السحرية" ) .
و حكا – مثله فى ذلك مثل ماعت – هو أحد المفاهيم الكونية ,
و كان يظهر فى الفن المصرى فى هيئة "كائن / كيان الهى" .
و من أهم ما يميز الحضارة المصرية , أنها كانت تنظر الى "حكا"
على أنه "كيان الهى" و ليس علما بمعنى أنه لكى يعرف الانسان ال"حكا" , يجب عليه أن يدخل فى علاقة معه , و يقوم بالاتصال به
اتصالا مباشرا .
جاء فى نصوص التوابيت أن "حكا" يقول عن نفسه ان وجوده يكمن
فى كلمة آتوم الأزلية الخلاقة التى أتت بالنترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) الى الوجود .
و يصف "حكا" نفسه بأنه الطاقة الالهية التى تقوم باحتضان كل شئ قدرته الارادة الالهية فى الأزل .
يقوم "حكا" بدور القدرة الالهية الكامنة فى كلمة الخلق , و بذلك يهب الحياه لكل النترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) و يكون مهيمنا عليها .
ان "حكا" لا يعتبر فقط الأب و الأصل لكل النترو و لكنه أيضا يعتبر الأب لكل ما يأتى الى الوجود .
حكا هو القوة الالهية التى تتغلغل فى كل ما هو موجود سواء كان فى عالم الروح أو فى عالم الماده .
كان الفنان المصرى القديم يصور حكا على شكل رجل يحمل فى قبضتى يده حيتان و يمسك بهما و هما تتقاطعان فوق صدره , و يحمل فوق رأسه علامة على شكل أسد رابض محمول فوق سارية , و رمز الأسد الرابض من معانيه (الكلمة الخالقة , أو الخلق بقوة الكلمة) .
و قد ظهر حكا فى بعض المشاهد و هو يحمل جسد "نوت" (السماء)
و يفصلها عن "جب" (الأرض) و هو بذلك يقو بالدور الذى اعتاد أن يقوم به "شو" (الهواء) .
و من خلال فصل السماء عن الأرض , تستطيع الموجودات ذات الطبيعة الروحانية أن تتجسد فى عالم الماده .
حكا هو القوة الكونية التى من خلالها يستطيع ما هو روحانى أن يصبح متجسدا
حكا هو همزة الوصل بين عقل الاله (العقل الكونى) آتوم
و بين كل ما ينبثق من ذلك العقل الكونى .
و لكى نفهم "حكا" علينا أن نتذكر دائما هاتان الصفتان الملازمتان له :-
*** أولا : أن "حكا" هو القوة الالهية الخلاقة التى تتغلغل فى كل الموجودات فى عالم الروح و أيضا عالم الماده
*** ثانيا : أن "حكا" هو همزة الوصل التى من خلالها تستطيع كل المستويات الروحانية و المادية فى الوجود أن تقيم اتصالا مباشرا بعضها ببعض و هو المركبة التى تنتقل عن طريقها الموجودات بين مستويات الوجود المختلفة (الروحانية و المادية) .
يقول الباحث الفرنسى "كريستيان جاك" فى دراسة قام بها عن السحر فى مصر القديمة :-
*** يمكن تعريف السحر بأنه الطاقة الكونية الأزلية التى تحيط بكل أبعاد الكون المختلفة سواء الأبعاد الروحانية التى تسكنها النترو (الكائنات الالهية) أو الأبعاد المادية التى تسكنها مخلوقات متجسده مثل الانسان . لقد نسجت الروح و المادة من أصل واحد فى الأزل .
و أهم شئ فى ممارسة السحر هو أن يدرك الساحر ذلك الخيط الرفيع الذى يربط كل أبعاد الكون و يقوم بتوحيد كل المخلوقات و ربطها فى سلسلة كونية واحده . ***
ان التمكن من علم السحر يتوقف على فهم طاقة ال "حكا" فهما عميقا , و التناغم معها , و تفعيل تلك الطاقة الخفية فى الأوقات المناسبة .
و لكى يستطيع المرء تحقيق ذلك , عليه أن يسلك طريق العارفين بالعلوم الباطينة و يقوم بتطوير قدراته الروحانية , لكى يتمكن من استخدام القوى السحرية الكونية .
ذلك أن الشخصانية و ال (ego) لا يمكنها أبدا أن تكون مهيمنة على عالم النترو (الكائنات الالهية) فقط "حكا" هو الذى يستطيع أن يهيمن على النترو , و يصدر لهم الأوامر .
فالساحر هو ذلك الانسان الذى استطاع أن يجعل من نفسه قناه تسرى من خلالها طاقة "حكا" السحرية .
و نجد مثلا لذلك فى متون الأهرام حيث جاء على لسان الملك بيبى
( لست أنا الذى ألقى اليكم هذه الكلمات أيها النترو , و انما هو "حكا" الذى يلقيها اليكم ) .
و فى هذا المثال نجد ن الملك نفسه قد تحول الى "حكا" , و تلك
هى الطريقة الوحيدة التى يستطيع بها أن يهيمن على النترو .
--------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler