ما هى الدوافع الحقيقية وراء بناء الهرم الكبر :-
و السؤال الذى يطرح نفسه عند تأمل الهرم الأكبر (هرم خوفو) هو :
اذا كان الهرم قد بنى ليكون مقبرة , فلماذا يحتاج الانسان الى مقبرة بمثل هذا الحجم الهائل ؟
ليس فقط الحجم هو الذى يثير الدهشة , و لكن أيضا الدقة فى الأبعاد الهندسية , تلك الدقة التى تصل الى حد الاعجاز ؟ و لماذ تحوى المقبرة كل هذه الغرف السرية (فوق الأرض و تحت الأرض) و كل هذه الممرات ؟
كل هذه التساؤلات كانت الباعث لظهور العديد من الفرضيات و النظريات حول أسباب بناء الهرم . و على مدار قرون طويلة ظهرت الكثير من التفسيرات .
فطوال حوالى 2000 سنه كان الناس يتداولون قصصا تقول بأن أهرامات الجيزة هى صوامع غلال يوسف . و فى القرن التاسع عشر انتشرت النظريات التى تدعى بأن الهرم الأكبر يحوى معلومات مشفرة (عن طريق الأرقام) تتعلق بنصوص انجيلية .
و فى القرن العشرين ظهرت الكثير من النظريات , منها ما يفترض أن أهرامات الجيزة بنيت لتكون محطة للطاقة تعمل بالماء (power plant) , أو أنها بنيت لتكون مرصدا فلكيا , أو أنها تحوى بداخلها تراثا علميا لحضارة مفقودة , أو أنها كانت معبدا .... و هناك من افترض أن الأهرامات بنيت لتعمل كفنار لارشاد سفن فضائية لكائنات من خارج كوكب الأرض ,
أو كملاذ او ملجأ للحماية من غزو النيازك .
و التاريخ وحده هو الذى سيحكم على مدى مصداقية كل من هذه النظريات و الفرضيات . و لكن المتأمل لها , سيلاحظ أن الباحث دائما ما يرى الأهرامات انعكاسا لثقافته و للتكنولوجيا الموجودة فى العصر الذى يعيشه .
و لما كان الهرم الأكبر خاليا من أية نقوش أو نصوص و فى نفس الوقت يقف لغزا محيرا يتحدى العقول , لذلك كان من أكثر الموضوعات المثيرة لخيال الباحثين .
و لكننا نجد أن الباحث غالبا ما يقحم ثقافته الشخصية و معتقداته على الهرم , بحيث يمكننا ان نقول أن الهرم أصبح يخبرنا بما فى داخل انفسنا أكثر مما يخبرنا عن ما بداخله من أسرار .
ان أية نظرية تبحث فى أسباب بناء الهرم لا تقوم فى الأصل على دراسة
الفكر المصرى القديم هى نظرية تفتقد المصداقية و سيكون مصيرها الانهيار لأنها لا تقف على أسس مصرية , مهما قدمت لنا من أفكار جديدة و مفيدة .
لذلك فان فرضية "الهرم المقبرة" هى الأقرب الى الفكر المصرى القديم , اذا درسنا مفهوم المقبرة و علاقتها بالبعث و الخلود و أيضا علاقتها بعلم نشأة الكون و تطوره و الذى كان هو محور الديانة المصرية .
و بالرغم من أن علم المصريات خطى خطوات كبيرة على طريق فهم
الحضارة المصرية القديمة , الا أنه ما زالت تشوبه الأحكام المسبقة
و فرض الباحثين ثقافاتهم الشخصية على رموز الديانة المصرية .
و المشكلة الرئيسية هى ان المؤسسين الأوائل لعلم المصريات وقعوا فى فخ تفسير الديانة المصرية من منطلق تأثير ثقافاتهم اليهودية
و المسيحية .
و منذ بداية ظهور علم المصريات (و حتى الان) ما زال الباحثين يميلون الى اصدار الأحكام النابعة من ثقافاتهم .
و للأسف , فبدلا من محاولة الوصول الى ما كان لدى قدماء المصريين من
علوم , نجد أن الباحث يريد أن يرى ثقافته منعكسه فى الحضارة المصرية , و اذا لم يجدها , فانه يسرع باصدرا الأحكام على ما لا يفهمه بأنه تعاويذ
و خرافات .
ان عجز العلماء عن الوصول الى السبب الحقيقى وراء بناء الهرم سببه اساءة فهم الديانة المصرية و الادعاء بأنها كانت عقيدة شمسية .
و لكن فرضية العقيدة الشمسية لا تفسر لنا السر وراء ضخامة حجم الهرم الأكبر و لا الهدف من انشاء كل ما بداخله من غرف و ممرات ,
و لماذا الحرص على الدقة المتناهية فى ضبط الاتجاهات لتتوافق مع الجهات الأصلية الأربعة , و لماذا الفتحات بالغرف تتجه الى نجوم معينة ؟
و فى كتابى هذا أقدم للقارئ تفسيرا لأسباب بناء الهرم و هى أسباب تتعلق كلها بالديانة المصرية .
فالحجم الهائل للهرم و الذى يفوق مقاييس البشر يتعلق بمفاهيم نشأة الكون عند قدماء المصريين .
و اذا كان من المفترض – حسب الديانة المصرية – أن الجسد للأرض و الروح للسماء (كما جاء فى متون الأهرام ) , فان مومياء الملك مكانها
هو فى احدى الغرف السرية أسفل الهرم , أما جسم الهرم الذى يعلو فوق سطح الأرض فهو تصميم هندسى ل "كبسولة زمنية" بنيت لهدف دينى يتعلق بنشأة الكون , و بطقوس قدماء المصريين الدينية و التى
كانت تهدف الى اعادة تكرار نموذج النشأة الأولى .
و قد خصصت الجزء الأكبر من كتابى لمناقشة هذه الفرضية , و لذلك جعلت عنوانه (هرم الأسرار) .
-------------------------- -------------------------- -------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) , للكاتب البريطانى
(Alan F. Alford)
ما هى الدوافع الحقيقية وراء بناء الهرم الكبر |
و السؤال الذى يطرح نفسه عند تأمل الهرم الأكبر (هرم خوفو) هو :
اذا كان الهرم قد بنى ليكون مقبرة , فلماذا يحتاج الانسان الى مقبرة بمثل هذا الحجم الهائل ؟
ليس فقط الحجم هو الذى يثير الدهشة , و لكن أيضا الدقة فى الأبعاد الهندسية , تلك الدقة التى تصل الى حد الاعجاز ؟ و لماذ تحوى المقبرة كل هذه الغرف السرية (فوق الأرض و تحت الأرض) و كل هذه الممرات ؟
كل هذه التساؤلات كانت الباعث لظهور العديد من الفرضيات و النظريات حول أسباب بناء الهرم . و على مدار قرون طويلة ظهرت الكثير من التفسيرات .
فطوال حوالى 2000 سنه كان الناس يتداولون قصصا تقول بأن أهرامات الجيزة هى صوامع غلال يوسف . و فى القرن التاسع عشر انتشرت النظريات التى تدعى بأن الهرم الأكبر يحوى معلومات مشفرة (عن طريق الأرقام) تتعلق بنصوص انجيلية .
و فى القرن العشرين ظهرت الكثير من النظريات , منها ما يفترض أن أهرامات الجيزة بنيت لتكون محطة للطاقة تعمل بالماء (power plant) , أو أنها بنيت لتكون مرصدا فلكيا , أو أنها تحوى بداخلها تراثا علميا لحضارة مفقودة , أو أنها كانت معبدا .... و هناك من افترض أن الأهرامات بنيت لتعمل كفنار لارشاد سفن فضائية لكائنات من خارج كوكب الأرض ,
أو كملاذ او ملجأ للحماية من غزو النيازك .
و التاريخ وحده هو الذى سيحكم على مدى مصداقية كل من هذه النظريات و الفرضيات . و لكن المتأمل لها , سيلاحظ أن الباحث دائما ما يرى الأهرامات انعكاسا لثقافته و للتكنولوجيا الموجودة فى العصر الذى يعيشه .
و لما كان الهرم الأكبر خاليا من أية نقوش أو نصوص و فى نفس الوقت يقف لغزا محيرا يتحدى العقول , لذلك كان من أكثر الموضوعات المثيرة لخيال الباحثين .
و لكننا نجد أن الباحث غالبا ما يقحم ثقافته الشخصية و معتقداته على الهرم , بحيث يمكننا ان نقول أن الهرم أصبح يخبرنا بما فى داخل انفسنا أكثر مما يخبرنا عن ما بداخله من أسرار .
ان أية نظرية تبحث فى أسباب بناء الهرم لا تقوم فى الأصل على دراسة
الفكر المصرى القديم هى نظرية تفتقد المصداقية و سيكون مصيرها الانهيار لأنها لا تقف على أسس مصرية , مهما قدمت لنا من أفكار جديدة و مفيدة .
لذلك فان فرضية "الهرم المقبرة" هى الأقرب الى الفكر المصرى القديم , اذا درسنا مفهوم المقبرة و علاقتها بالبعث و الخلود و أيضا علاقتها بعلم نشأة الكون و تطوره و الذى كان هو محور الديانة المصرية .
و بالرغم من أن علم المصريات خطى خطوات كبيرة على طريق فهم
الحضارة المصرية القديمة , الا أنه ما زالت تشوبه الأحكام المسبقة
و فرض الباحثين ثقافاتهم الشخصية على رموز الديانة المصرية .
و المشكلة الرئيسية هى ان المؤسسين الأوائل لعلم المصريات وقعوا فى فخ تفسير الديانة المصرية من منطلق تأثير ثقافاتهم اليهودية
و المسيحية .
و منذ بداية ظهور علم المصريات (و حتى الان) ما زال الباحثين يميلون الى اصدار الأحكام النابعة من ثقافاتهم .
و للأسف , فبدلا من محاولة الوصول الى ما كان لدى قدماء المصريين من
علوم , نجد أن الباحث يريد أن يرى ثقافته منعكسه فى الحضارة المصرية , و اذا لم يجدها , فانه يسرع باصدرا الأحكام على ما لا يفهمه بأنه تعاويذ
و خرافات .
ان عجز العلماء عن الوصول الى السبب الحقيقى وراء بناء الهرم سببه اساءة فهم الديانة المصرية و الادعاء بأنها كانت عقيدة شمسية .
و لكن فرضية العقيدة الشمسية لا تفسر لنا السر وراء ضخامة حجم الهرم الأكبر و لا الهدف من انشاء كل ما بداخله من غرف و ممرات ,
و لماذا الحرص على الدقة المتناهية فى ضبط الاتجاهات لتتوافق مع الجهات الأصلية الأربعة , و لماذا الفتحات بالغرف تتجه الى نجوم معينة ؟
و فى كتابى هذا أقدم للقارئ تفسيرا لأسباب بناء الهرم و هى أسباب تتعلق كلها بالديانة المصرية .
فالحجم الهائل للهرم و الذى يفوق مقاييس البشر يتعلق بمفاهيم نشأة الكون عند قدماء المصريين .
و اذا كان من المفترض – حسب الديانة المصرية – أن الجسد للأرض و الروح للسماء (كما جاء فى متون الأهرام ) , فان مومياء الملك مكانها
هو فى احدى الغرف السرية أسفل الهرم , أما جسم الهرم الذى يعلو فوق سطح الأرض فهو تصميم هندسى ل "كبسولة زمنية" بنيت لهدف دينى يتعلق بنشأة الكون , و بطقوس قدماء المصريين الدينية و التى
كانت تهدف الى اعادة تكرار نموذج النشأة الأولى .
و قد خصصت الجزء الأكبر من كتابى لمناقشة هذه الفرضية , و لذلك جعلت عنوانه (هرم الأسرار) .
--------------------------
من كتاب "هرم الأسرار" (Pyramid of Secrets) , للكاتب البريطانى
(Alan F. Alford)