المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الدولة القديمة ( 2686 : 2181 ق.م) في تاريخ مصر القديمة

الدولة القديمة ( 2686  :  2181 ق.م)  في تاريخ مصر القديمة 

الدولة القديمة، التى أعقبت الحقبة الثینیة، تضمنت فى نطاقھا أُسر "منف " (الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة). وفى واقع الأمر أننا، فیما يتعلق بتلك الفترة، لا نحط إلا بخطوطھا الرئیسیة فقط. ولكن، بالرغم من ذلك، فإننا قد ازددنا تعرفا بحضار ة الدولة القديمة، بواسطة النصب والمنشآت المتبقیة.

لقد عاشت ھذه الدولة القوية البأس، منطوية على نفسھا، فى سلام وتوازن واضح . وربما أن الكتابات قد أعلمتنا ببعض الحملات التى وقعت على حدود مصر، بالنوبة، ولیبیا، وسیناء : ولكنھا كانت مجرد غزوات خاطفة سريعة ضد "البدو": الذين كانوا، لا يتسببون إطلاقا فى تعكیر صفو السلام الذى ينعم به الشعب المصرى. وعلینا ألا ننسى أبدا: أنه بداية من فترة التوحید بین قطرى مصر؛ وازدھار الحقبة الثینیة، وحتى نھاية "الدولة الوسطى"، حظى الشعب المصرى بما لا يقل عن ألف عام من السلام الدائم المستمر !.. ولاشك أن ذلك قد ساعد حتما على تفتح وازدھار سريع لحضارة مكتملة رائعة.

وقد اتسمت كافة علاقات مصر، وقتئذ، بالشعوب المجاورة، بالسلام. وأخذ ملوكھا يبعثون بأساطیلھم نحو فینیقیا، والبحر الأحمر: وذلك، لأغراض وأھداف تجارية واقتصادية. وتراءى المجتمع المصرى عندئذ وكأنه عائلة كبرى تتجمع وتتكاتف حول الإله الحى .. أى الفرعون. فھذا الملك ھو المسیطر تماما على أنحاء مصر، وأھلھا: إنھم جمیعا يقبلون علیه بأرواحھم . وھو من ناحیته، يتكفل بإشاعة العدل والإنصاف بین رعاياه ھؤلاء.

إن الفرعون، ھو الإله الطیب الخیر، يحیط به أصدقاء أوفیاء مخلصین. إنھم أعضاء عائلته . وبمؤازرتھم وتعاونھم يسوس أمور مصر ويديرھا. ولكن، بالرغم من ذلك، تبدو ھذه الإدارة متشعبة ومتشابكة!!.. وبالتالى، يتحتم علیه، أن يضع قدرا من نفوذه وسلطته بین يدى أحد معاونیه : قد يكون أحد أبناءه، أو أحفاده .. لتولى منصب "الوزير الأعلى".

إن الفرعون، بعد مماته، يحظى بالخلود والحیاة الأبدية بجوار أبیه "رع"؛ وأسلافه . بل ھو يتمتع، عندئذ بمصیر شمسى لا يماثله فیه أحد آخر. وكذلك، يُدفن فى أعمق أعماق ھرم مشید بالحجر. حیث حلت الحجارة مكان الطوب، فى مجال المعمار الجنازى خلال عھد "زوسر": أول ملك عظیم الشأن فى إطار الدولة القديمة . كما ينعم الملك على أفراد حاشیته (إماخو )، الذى أطعمھم فى قصره، بمقبرة لائقة، وأملاك من أجل دوام توافر القرابین الجنازية : وھكذا، نجد أن الجبانات فى "منف"، تتضمن: الھرم الخاص بالملك؛ تحیط به أھرام الملكات : فى وسط عدة تخطیطات أقیمت بھا مصاطب رجال الحاشیة : الذين، يقومون، بالمساھمة فى حیاة الفرعون الأبدية! وكان لھذه المعتقدات الجنازية أثر أيضا على مظھر آخر من مظاھر المعمار فى تلك الحقبة: حیث كانت بداية المعابد الجنازية .

وربما، إننا لم نتوصل أبدا لأمثلة عن المعابد الإلھیة . ومع ذلك، فقد شید ملوك الأسرة الخامسة معابد شمسیة .. تم العثور على أحدھا . وقطعا، لقد أفادتنا المصاطب بنمط الفنون والحیاة الیومیة فى تلك الفترة. فنرى أن فن النقوش الغائرة ، قد بلغ أوج ارتقائه وروعته فى عصر الأسرة الخامسة: حیث اتسم بالرقة والأناقة، والتمكن الفائق الذى لا مثیل له؛ خاصة فیما يتعلق بالرسوم!.. وتمیز الرسم الملون، فیما يختص بمواضیعه بالثراء الخصب الفائق؛ بل والتناغم والتناسق البديع فى ألوانه. وھكذا، عبر عن حیاة الشعب المصرى كلھا، بكل حیويتھا وعنفوانھا!..

وعن فن النحت، فقد بلغ قمة اكتماله وامتیازه، مفصحا عن الرصانة والقوة التى يتصف بھا ملوك مصر؛ وأيضا، عن الواقعیة والأناقة والرشاقة بالنسبة للأفراد. ولكن الثقافة والآداب، بدت، فى ذاك الحین أقل ثراءً وخصبا. وقد يرجع ذلك لعدم وجود أية مخطوطات. ومع ذلك، ھاھى النصوص الجنازية ("متون الأھرام")، قد طبعت بوجودھا، تلك الحقبة، بمعانى الحكم والأمثال والتعالیم الرفیعة.

ولكن، فى عصر الأسرة السادسة، سرعان ما انفجر ھذا التوائم والتناغم البديع !! فھاھم الحكام يبتعدون عن البلاط الملكى، ويتوجھون نحو أملاكھم التى منحھا لھم الفرعون .. رغبة منھم فى أن يدفنوا فى أرضھا. وتكون نمط من الكھنوت بداخل المعابد : عمل على الإفلات من سطوة النفوذ المركزى، بواسطة ما يسمى ب"میثاق الحصانة". واشتعلت ثورة عارمة، انھار على أثرھا ذاك الكیان الاجتماعى الرائع!.. وسادت حقبة من الفوضى والإقطاعیة مع استھلال "عصر الإنتقال الثانى".
___________________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"