المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

نظريات الخلق عند المصرى القديم



نظريات الخلق عند المصرى القديم 
بقلم : رحاب خليفه

حاول المصرى القديم منذ العصور السحيقة ان يتعرف على اسرار العالم وكيفيه خلق الارض وبدء الحياة عليها وقد استطاع رجال الفكر والدين فى مصر ان يقدموا وجهات نظر مختلفه فى اربعة مراكز حضارية مختلفه عن تفسير النشاة الاولى للخليقة وكانت هذه المراكز الاربعه على التوالى هى 
1- عين شمس (اون) 
2- الاشمونين
3- منف
4- طيبه 
وسنتناول كل نظرية بالتفصيل
اولا عين شمس(اون)
كانت نظريه عين شمس اولى هذه النظريات وقالت بماضى سحيق لم تكن فيه ارض ولا سماء ولا الهة ولا بشر ولكن عدم مطلق لا يشغله سوى كيان مائى لا نهائى عظيم اطلقوا عليه اسم نون وظهر منه الاله الخالق اتوم وقد اطلقوا عليه الازلى او الاقدم وعندما ظهر اتوم من نون لم يجد مكانا ليقف عليه فوقف فوق تل بذغ من وسط هذا المحيط المائى نون وظل اتوم هكذا حينا من الدهر بمفرده الى ان خلق من نفسه الهين احدهما ذكر والاخر انثى اما الذكر فدعوه شو وكان الاله المسئول عن الفضاء وهو لا نهائى وغير مرئى لا تحيط به الانظار بينما اطلقول على الالهة الانثى اسم تفنوت وكانت الالهة المسئوله عن الرطوبه والندى وطالما ان اتوم قد خلق هذين الالهين من نفسه وبدون زوجة فقد اعتبروه الها يجمع بين الذكورة والانوثه ولقد تزوج شو من تفنوت اللذان انجبا بدورهما جب اله الارض ونوت الهة السماء ثم قام ش بالفصل بين الارض والسماء اللذان كان ملتصقان فى بداية الامر ولقد ادعى كهنة عين شمس ان كل من جب ونوت قد تزوجا وانهما لذلك قد انجبا اربعة من الالهة هم :اوزير وايزيس وست ونفتيس 

ثانيا:نظرية الاشمونين(الثمانية)
ربما هى اقدم نظريات الخلق عند المصرى القديم وتتفق مع نظريه عين شمس فى ان العالم كان محيطا مائيا اسمه نون ولكنها تختلف عنها فى ان اله الشمس فى هذه النظرية لم يخلق نفسه وانما انحدر من ثامون مكون من اربعة ازواج على هيئة ضفادع وحيات وقد مثل الذكور اربعة ضفادع بينما الاناث اربعة حيات ولعل هذا التصوير يتناسب مع طبيعه البيئة التى تصفها النظرية من ماء لا نهائى وتل يبذغ منه فكلا الكائنين يعيشا فى اليابس
وكان كل زوج هو تشخيص لمظهر من المظاهر التى كانت تسود العالم فى البداية فقد مثل الزوج الاول(نون ونونيت) الفراغ اللانهائى 
الزوج الثانى (حوح وحيت)الماء الازلى
الزوج الثالث (كوك وكويت )يمثلان الظلمة 
الزوج الرابع والاخير(امون وامونيت) الخفاء 
ويدعى كهنة من الاشمونين ان هؤلاء الالهة الثمانية قد خلقوا بيضه بيضه وضعوها فوق تل مرتفع اب\نبذغ من الاشمونين نفسها وان الشمس قد خرجت من هذه البيضه وكان خروجها على شكل طائر الاوز وبخروج هذا الطائر استحال الظلام الدامس الى نهار واضح وكان هذا الطائر تجسيدا للشمس التى طارت صائحة ومن اجل ذلك سميت الصاحة الكبرى فكان بمثابة الصوت الاول والضوء الاول الذى اضاء الظلام الدامس وانطلق فى ذلك الصمت الازلى الذى خيم فوق العالم فهذه العقيده تنتهى بالشمس ولا تبدا بها 

ثالثا: نظرية منف 
كانت نظرية منف اكثر النظريات الثلاثة عمقا واقربها الى المعنوية وتذهب الى ان اله المدينة (بتاح) كان هو الاله الخالق منذ الازل الذى خلق نفسه وخلق العالم اجمع وان الالهة الخرين ما هى الا صور من بتاح بل ان بتاح نفسه هو تجسيد للكيان المائى العظيم وتجسيد للتل الذى ظهر منه كل الكائنات التى وجدت فوق هذا التل ولذلك عرف بتاح باسم (بتاح-تا-تنن)اى بتاح الارض المرتفعة 
وقد وضع كهنة هذه النظرية الاله بتاح على قمة تاسوع من الالهة وكان من اهم الهة هذا التاسوع اتوم الذى كان بمثابة القلب واللسان من الاله بتاح وكان مظهر هذا القلب هو المعبود حور اى الفهم والعقل والادراك لدى بتاح بينما كان جحوتى بمثابة اللسان اى الكلمات والاوامر لدى بتاح بل ان بتاح نفسه قد وصف نفسه بانه بمثابة القلب واللسان فى كل كائن سواء من الالهة او البشر او اى شىء يعيش على الارض وما دام كل عمل او نشاط ينسب الى القلب الذى هو منبع كل فكرة واللسان الذى يقوم بتنفيذ هذه الفكرة بالنطق بها ان كل نشاط فى هذه الحياة ينسب الى بتاح وهذا يعنى ان بتاح هو نشاط العالم وحياته ولولاه لما وجد فى هذا العالم حياة 
وهكذا يحاول انصار هذه النظرية اقناعنا بان بتاح قد خلق كل الكائنات عن طريق القلب واللسان وهذا مبدا يشير الى تطور هذه النظرية مقارنة بالنظريتين السالفتين فالخلق هنا امر معنوى وليس مادى فهو عملية عقلية معنويه ومن ثم لم تكن هذه النظرية فى حاجة الى تقديم تفسير عن كيفيه خلق السماء او الارض او الهواء او غيرها من الظواهر الكونية 

رابعا : نظرية طيبة 
ادعى كهنة هذه المدينة ان الكيان المائى نون كان فى مدينتهم وان التل الازلى الذى بذغ منه ما هو الا طيبة ذاتها وجعلوا من امون الاله الخالق الذى اوجد ذاته وانه اتجه الى الاشمونين وهناك اصبح واحدا من الهتها الثمانية الكبار بل ان الطيبيون قد زعموا انه خلق الالهة الثمانية الكبار فيها من نفسه قبل ان يغادر طيبة ومن ثم فان امون حينما ظهر فى الاشمونين انما استمرت له الهيمنة عليهم وكانوا صور له وففى هذا الوضع الاخير فى الاشمونين اصبح امون شريكا فى خلق الشمس بل انه صورة من اله الشمس فى الوقت نفسه ولذلك اطلق كهنة طيبة على اتوم التسمية (امون-رع)
اما الالهة الثمانية فى مدينة الاشمونين فقد وضعوا اله الشمس فى هيئته الجديدة خليفة لهم ثم خرجوا معه بعد ذلك الى عواصم الدين وهى 
عين شمس فمكثوا بها حينا من الدهر حيث جعلوا لامون خلالها شانا كبيرا فى ايونو ثم رجعوا الى الاشمونين حيث اكدوا له سلطانه بها ومنها انطلقوا الى منف حيث جعلوه الاله الاكبر لها واخيرا عادوا الى طيبه حيث استقروا فى عالمها السفلى 
--------------------------------------------
المرجع:
عبد المنعم محمد مجاهد: جوانب من الحضارة المصرية القديمة ,2008

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"