المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

بلاد "واوات" خلال الدولة الوسطى

بلاد "واوات"  خلال الدولة الوسطى
 
قطعاً، عمل كل من الكساد والفقر بمصر فى أواخر "الدولة الوسطى "؛ وعجز الحكام الإقلیمیین عن التدخل فى النوبة إبان "عصر الانتقال الأول "، على ظھور الانفصام المؤقت لھاتین المنطقتین عن بعضھما بعضا.

وھكذا، فبعیدا عن السیادة المصرية، تكونت، عندئذ فئة عرقیة من المحاربین؛ ھم : ال"مدجاى". وكانوا يحضرون إلى مصر، من خلال الطرق الصحراوية، لكى يلتحقوا بجیشھا كجند مرتزقة. ففى النوبة، وكذلك بجنوب مصر، عثر على بعض مقابرھم المتواضعة، الدائرية الشكل : تحتوى، ضمن الكثیر غیرھا، على أوانى فخارية، متمیزة الأسلوب الفنى، ذات ألوان داكنة، وتحیط بأطرافھا حزوزات ھندسیة النمط تماثل الزخرفة المصرية المعروفة باسم زخارف "ما قبل الأسرات "؛ وأحیانا، تزيین بترصیعات ملونة.

وخلال تلك الحقبة، وجد كذلك النوبیون المنتمون إلى المجموعة (c ) وتتقارب ثقافتھم مع تلك الخاصة بأصحاب ال “Pan-Graves” أى: "المجاى ". وفى إطار مقابرھم، وجدت بعض الأشیاء المصرية الطراز التى قد تبین عن علاقات تتفاوت فى درجة توفرھا مع أسیادھم.

وفى ذات الحین، نجد أن أكثر الأعراق تمیزا قد انبثقت وتطورت فى بلاد "كوش "، حول أراضى "كرما". وھناك، خلال الدولة الوسطى، أقام المصريون، ما يمكن أن يكون مصرفاً: يرأسه دائما مدير مصرى: كلف عادة بتلبیة اھتمامات ورغبات الفرعون التجارية؛ ولكن .. فى بلد لا يفرض علیھا سلطانه!!

فترة الأسرة الحادية عشرة

ولكن، لم يكن الحال ھكذا، فى نطاق ما عرفت بالن وبة المصرية . فمنذ استھلال الدولة الوسطى، عمل الملك "منتوحتب" من الأسرة الحادية عشرة، على إقامة حصن منیع فى "إلفنتین". ثم توغل إلى ما بعد الشلال الأول، بأراضى الجنوب، ھدفاً منه فى تدعیم حدوده؛ وأيضا، لحماية وصول القوافل التجارية. ولكى يحقق ھذا الغرض، استعان بجنود مرتزقة تم إلحاقھم، فى المدينة نفسھا؛ واستطاع الاستیلاء على واحة "كوركور": وھى واقعة، تحديدا على طريق القوافل غربا. ولكنه، لم يحاول أبدا ضم البلد. واكتفى بمجرد سن ضرائب عینیة.: ومنھا سفن تمت صناعتھا بشمال ھذا البلد. ويبین الرسم المنقوش باسمه عن مروره بجنوب "قصر أبريم ". وللمرة الثانیة، تحولت "بوھن" إلى مركز تجارى مصرى: أقیم بھا مقر للملك خلال الفترة التى كان يقوم فیھا بإعادة الائتلاف والاتحاد.

خلال الأسرة الثانیة عشرة

بداية من الأسرة الثانیة عشرة، قام أمنمحات الذى بدأ بتأمین حدوده الشرقیة بواسطة ما يسمى "بجدران الأمیر"، بالالتفات ناحیة الجنوب : فأقام ما بین الشلال وأسوان جدارا ممتدا، لحماية ضفة النیل الیمنى. وفى أواخر عھده، دأب ھذا الملك على دعم السلام فى منطقة الجنوب المتاخمة. فھذا، ما يوضحه الوزير "أنتف حر "، الذى رافق "أمنمحات الأول " على ظھر ال سفینة المسماة ب"المجداف الكبیر" فى حملته. وفى ذات الحین، كان جمیع "النحسیو "، فى "واوات" قد أبیدوا:
"لقد صعدت النھر منتصرا، حیث صرعت النحسیو . وھبطت النھر ، وحصدت غلالھم،  وأسقطت أشجارھم، وأحرقت ديارھم. وھذا ما يجب عمله إزاء من يتمرد ضد الملك"فى الفترة الواقعة ما بین العامین السابع والتاسع من حكمه، أتم سنوسرت الأول الغزو  الفعلى لذاك البلد القائم ما بین الشلالین الأول والثانى. بل وتقدم إلى ما وراءه حیث بلاد كوش  وفى العام الخامس من حكمه، كان قد نقش نصا تذكاريا على أحد جدران "بوھن".. وقد انتھت تلك المعارك فى العام الثامن عشر من عھده. ويتبین أن إنجازات الملك وجیشه قد تجلت خاصة ناحیة جنوب ھذا البلد الذى أصبح حالیا، بأكمله بمثابة : ال "واوات": لكى يحمیھا من جیرانھا المعتدين الغزاة.

ولقد كلف حاكم من أسوان، ويدعى "سارنبوت الأول "، بداية من أوائل حكم "سنوس رت الأول" بمھمة مراقبة المرور النھرى عند الشلال الأول  ولكن، لم يكن ذلك كافیا . فقد لزم الأمر : الھیمنة والمراقبة فى ذات الحین للمرور الصحراوى : وذلك ببناء قلاع وحصون : تتمركز بھا عدة حامیات، بالإضافة إلى عدد من المكاتب الإداريبة. ففى شمال النوبة، كانت قلاع "إيكور "، و"كوبان " خاصة، ذات الجدران المشیدة من الطوب اللبن، الفائقة الارتفاع، والسمك، تعمل على حماية الوصول إلى "وادى العلاقى" الواسع المدى الثرى بمناجم الذھب .. عن طريق النھر.
 
وھكذا استتب، إلى حد ما الأمن والأمان . وبالتالى، استطاع "سنوسرت " أن يرسل، إلى المحاجر، حملتین: تتكونان من ألف وثلاثمائة فرد: منھم مائتى قلاعى حجر، وخمسین نحات . ومن أجل نقل الكتل الحجرية إلى ضفاف النیل، تمت الاستعانة بألف حمار .. فیالھا من عملیة ھائلة الضخامة.

عندئذ، كانت مظاھر العنف والشراسة من جانب أھالى "كوش" تتكرر ضد سكان "واوات"، وأيضا تجاه المصريین المحتلین لھم. ولذا، اضطر ملك مصر إلى متابعة بناء المعاقل والقلاع القوية ناحیة الجنوب؛ بالإضافة أيضا إلى مدن صغیرة محصنة. وفى ھذا الصدد، تجدر الإشارة إلى "عنیبة "؛ وكذلك، عند مستوى الشلال الثانى، قلعة "بوھن". ولكن، لم يثن كل ذلك المناوئین المعارضین المحتملین عن مداومة علاقاتھم التجارية بشمال "كوش"، ومنطقة "كرما". ولقد أقیمت مراكز أعمال فى كل من "مرجیسا" و"جزيرة ساى".

وھناك، كانت تتم عملیات مراقبة وتفتیش للقلاع القائمة فى بلاد "واوات"، من جانب دوريات تفتیش منتظمة: حیث تقدم تقارير مفصلة عن تحركات القوافل، وسلوك البدو الرحل المشاغبین. ولقد علمنا بالوجود الفعلى لھؤلاء المفتشین والمراقبین، بفضل تقرير قدمه شخص يدعى "حابو"، خلال العام الخامس عشر من حكم "أمنمحات الثانى": حیث ذكر مروره بأسوان، وھو فى طريقه للتقصى والبحث بشأن قلاع وحصون "واوات". وھذه التفتیشات والتحريات، قام بھا مرة ... أخرى فى العام الثالث من حكم "سنوسرت الثانى" قطعا، فى مثل تلك الأحوال لم تكن الاضطرابات والقلاقل تتكرر كثیرا. وحتى إذا وقعت، فإنھا كانت تنتھى عادة، وبكل بساطة، باستسلام المتمردين. فھذا ما يؤكده "ساحتحور "، أحد مبعوثى "أمنمحات الثانى"؛ حیث يقول: "لقد وصلتُ إلى "تاسیتى" التى يعیش بھا "النحسیو"، وقد حضروا ساجدون راكعون بسبب الخوف والرعب الذى يوحى به ملك القطرين . وعند وصولى إلى "حا "،  أخذت أجوب المنطقة، وأحضرت منھا بعض النباتات"

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"