قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
تدھور العلاقات ما بین البلدين


تدھور العلاقات ما بین البلدين
فى أواخر الأسرة السادسة، لم يكن الأمن والأمان يتوافران بالنسبة للرحالة – التجاريین المصريین الذين يعبرون الجزء الجنوبى بالنوبة. ومع ذلك، فلم يكن رعايا الملك لیتوقفوا أبدا عن استغلال المصادر الرائعة التى يقدمھا ھذا البلد. وھا ھو شخص آخر، يدعى "سابنى" أيضا، يتحدث، من خلال الكتابات المنقوشة بمقبرته، المحفورة ھى الأخرى فى منطقة "قبة الھواء"، عن استمرار أوجه نشاط الموظفین المصريین عند الحدود الجنوبیة. فیقول:
"الأمیر، الصديق الأوحد، الذى يردد صوت حورس، خشب الحراب والسھام فى البلاد الأجنبیة (يقول): جلالة ملیكى، بعثنى من أجل أن أصنع سفینتین فى بلاد "واوات" لكى تحملا، إلى الشمال مسلتین بھلیوبولیس".
يلاحظ أن وجود المصانع والترسانات وبناء السفن بكافة الأنماط والأنواع من أجل ملك مصر، قد أقر به فى النوبة، بداية من العصر العتیق. ففى ھذا البلد، توافرت بكثرة أشجار السنط والجمیز؛ وكذلك الأيدى العاملة الفعالة. ولاشك أن حجم العمل كان يتمیز بالضخامة والأھمیة. فھا نحن نجد، على سبیل المثال، أن ھاتین السفینتین الكبیرتین الناقلتین، كانتا قادرتین على نقل إبرتین ھائلتین عملاقتین مصنوعتین من الجرانیت، حتى سواحل الدلتا !!.. ولم يكن وزن كل منھما، لیقل عن مائتى طن ولكن، فى أواخر الدولة القديمة، بدأت العلاقات ما بین أھالى "تا سیتى " ومصر، فى التدھور والاضمحلال. وبدأ أفول وتداعى السلطة المصرية، بأواخر الأسرة السادسة، يتواكب مع تصاعد قوة ونفوذ الزعماء النوبیین .. وما كانوا يبدونه من عنف وشراسة ضد البعثات المصرية التجارية الموفدة من جانب إدارات مصر العلیا.
وبالرغم من ذلك، فإن الحملة القمعیة التى قادھا الجنرال "بیبى نخت "، وأسر كل من زعیمى "واوات"، و"إرثت"، قد أتت بثمارھا. وھكذا، فإن الرحلات التى قام بھا، كل من الموظفین الھامین المصريین: بداية، من "حوى"، إلى بلاد "بونت"؛ ومن ثثى إلى كوش.. قد تمت بدون عراقیل أو صعوبات.