قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
الحقول في مصر القديمة " يارو "


الحقول في مصر القديمة " يارو "
"سخمت يارو" بالمصرية القديمة (تقرأ أيضا : يالو )، ھو حقل البوص، أو جذوع الأشجار، أو الأرض المحروثة. وبدئیا، كانت ھذه العبارة تطلق على مستنقعات الدلتا الخصبة الوفیرة النماء التى يعبرھا نھر النیل. ولاشك أن المصريین قد إتخذوا "بساتین يارو" كمثال ونموذج أعلى؛ بل وتم نقلھا، صوريا، إلى عالم الغرب (الموتى) الغامض المبھم؛ وھكذا، أصبحت بمثابة مملكة الموتى المبرئین الأخیار؛ والأمل المتواضع البسیط لشعب معظمه من الفلاحین. وأول القادمین إلى ھذه الجنات، ھو الملك وبعض الأمراء (إيماخو)، وأفراد عائلاتھم الممیزين. وھناك يجدون شمساً حانیة دافئة، ونسیم الشمال العلیل. وفى أجوائھا تبلغ مزروعات الشعیر ارتفاعا فائق المدى . ويقوم الملك المتوفى بنفسه بحرث ھذه الحقول الإلھیة. ويقدم لنا "كتاب الموتى" وصفا للسور الحديدى الذى يحیط بھا، والنھر الذى يعبرھا.
وفى أجواء حقول "يارو"، تقوم روح المیت ببذر الحبوب، وزراعتھا، ثم الاستعانة بھا كغذاء . بل ھى تقوم بحرث أرضھا. وتعیش حیاتھا العائلیة، وتتناسل، وتنجب أطفالا، وتقتنص الطیور، وتتغذى بھا. وتتنزه بمراكبھا فوق میاه النھر. وفى المساء، تجلس تحت ظلال أشجار الجمیز وتتسلى بلعبة الضامة.
فھاھنا إذن، نفس حیاة فلاحى منطقة الدلتا؛ مع شئ من المثالیة؛ منحت، فى بداية الأمر، بالعالم الآخر، للملك وكبار رجال المملكة، ثم، بعد ذلك، حظى بھا أيضا كافة رعايا المملكة. ولكن، على ما يبدو، أن المصريین، لم يحبوا كثیرا فلاحة الأرض؛ ولذا، كانوا يفضلون جنتھم ھذه، بدون نفس الكد والجھد الذى كانوا يبذلونه فى حیاتھم الدنیوية . وكذلك، فإن الملك وعلیة القوم، أى أول من حظوا بالقدوم إلى حقول "يارو"، لم يعتادوا من قبل على ممارسة العمل بأيديھم . ومن ھذا المنطلق، إنبثقت فكرة ملئ مقبرة المتوفى بالخدم والعمال السحريین؛ حتى يرافقونه إلى "العالم الآخر"، ولیقوموا، بدلا عنه، بكافة الأعمال الشاقة المرھقة .. إنھم المسمون ب"الأوشابتى".
______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه