قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
النظام الملكي في مصر القديمة


![]() |
النظام الملكي في مصر القديمة |
النظام الملكي في مصر القديمة
الفرعون، ھو سلیل "رع"، وتجسید لحورس، ووريث أوزيريس . إنه ملك تجرى فى عروقه الدماء الإلھیة. وتكمن شرعیة اعتلاءه للعرش من نفس منبته الإلھى ھذا . لقد أقر به إقرارا فعلیا خلال الدولة القديمة "كإله أعظم"، ثم معبود خیر فى الحقبات الطیبیة؛ ومن خلاله تعم الحیاة وتفیض فى أنحاء الأرض، ويتألق الازدھار والنماء بأرض مصر؛ وبه، يرتبط أيضا فیضان النیل؛ بالإضافة إلى "المیاه المنھمرة من السماء"، بالبلاد الأجنبیة: فھو المسیطر على كافة العنماصر الطبیعیة بمعاونة الأرباب، أباؤه. وھو، أساسا، الوحید المسموح له بأداء الطقوس والشعائر الكفیلة باستمرارية بقاء الآلھة وحیاتھا. كما يرتبط التناغم والتناسق العالمى بوجود الفرعون .
وحالما تنتھى حیاته الدنیوية، يتوجه الملك لملاقاة أسلافه، أى الأرباب الآخرين، الذين يعیشون بجوار "رع" (أو فى مزارع يارو)؛ وفقا لما بینه لنا مبدأ المصیر الشمسى المحدد للفرعون.
وفى الحیاة الدنیا، الفرعون ھو الأب لكل رعاياه، المكلف بفرض العدالة والحق بینھم. وحقیقة أن الملك لا تقام له الطقوس بمعبده الجنازى إلا بعد وفاته. ومع ذلك، فإن أمنحتب الثالث، كان أول من شید معبدا جنازيا وھو ما زال على قید الحیاة، حیث كان يتعبد، فى نفس تمثاله (أو صورته ) الشخصى فى الحیاة الدنیا. ولكنه، على ما يبدو، فعل ذلك فى أرض النوبة، حتى يست وعب أھلھا البرابرة فكرة ألوھیة ملك مصر. وربما أعتبر ھذا السلوك بمثابة استحداث وتجديد سیاسى بحت.
عموما، لم يكن المصريون أناس سُذج يسھل خداعھم أو التغرير بھم، كما قد يتبادر إلى ذھن البعض إزاء ذاك القانون الإلھى الخاص بالفرعون. فحقیقة، كانت ھناك النظرية الإ لھیة التى أسسھا ونظمھا، إلى أقصى قدر ممكن كھنة ھلیوبولیس ونظراؤھم فى طیبة؛ ولكن، فى ذات الحین، ااتضح وتجلى واقع الحیاة الیومیة الدارجة: فمن كانوا يعیشون على مقربة من الملك، أى رجال حاشیته ومعیته، وأفراد عائلته وحريمه، ويرونه بكل وضوح فى حیاته الحمیمة الخاص ة، مجرد إنسان عادى كبقیة البشر: يمكن أن يشیخ ويتقدم به العمر، ويصاب بالأمراض والأوجاع . ھؤلاء جمیعا، اكتشفوا زيف وخداع فكرة ألوھیة الفرعون ھذه!!.. وھكذا، وانبثاقا من الحقیقة الواقعة، تعددت المؤامرات فى أجواء البلاط الملكى وبجنبات الحريم الخاص بالفرعون؛ وھذا بالفعل ما ذكرته "حولیات البیت الكبیر " (القصر الملكى). فخلال الدولة القديمة، على سبیل المثال، تمكن ملوك الأسرة الخامسة من الوصول إلى حكم مصر بعد حركة انقلاب ضد الفرعون القائم على العرش. وفى أواخر تلك الحقبة، لم يعد الملك يثیر الكثیر من الھیبة والخوف فى نفوس من يحیطون به؛ وبذا، إستطاع حكام الأقالیم أن يبسطوا استقلالھم الفردى علیھا. أما عن أفراد الشعب أنفسھم، فتوارى اقتناعھم بألوھیة ملوكھم وقداستھم. ولذا، وخلال بعض فترات الاضطرابات والقلاقل، لم يتوانو عن سلب ونھب مقابرھم الفخمة المھیبة؛ وتدمیر مومیاواتھم، وتحطیم تماثیلھم.
وخلال الدولة الوسطى، استطاع "أمنمحات الأول " بواسطة حركة انقلاب أيضا أن يستھل قیام الأسرة الثانیة عشرة. وفى الدولة الحديثة، ربما بدت قصة حتشبسوت مجرد خلاف بین أفراد عائلة التحامسة. ولكن، ھاھو القائد "حور محب "، بقوة السلاح والجیش، ثم من بعده رمسیس الأول، يفرضان نفسھما كملوك على عرش مصر. أما عن رمسیس الثالث، فقد دبرت ضده عملیة اغتیال شھیرة، وحاكت نساء حريمه مؤامرة كبرى للإنھاء على حیاته. وإبان العصر المتأخر، فلم تكن تعد أو تحصى تلك الانقلابات والمؤامرات ضد الأسرات الحاكمة. ولم يعد البلاط الملكى خلال حكم أواخر البطالمة، سوى سلسلة من الأحداث الثورية وحركات التمرد.
_____________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه