المكتبة
إنجازات سنوسرت الثالث
8:24 م | 
Posted by
Mahmoud Ahmed AbdElFattah
إنجازات سنوسرت الثالث
خلال حكم الملك سنوسرت الثالث كانت حصون وقلاع كل من كوش وتامنى، وكوبان، وعنیبة تبذل قصارى جھدھا من أجل استتباب الأمن بالنوبة. ولكن، على ما يبدو، أن المجھودات، كان يتحتم توجیھھا، قبل كل شئ، نحو أھالى "كوش ": حیث كانت الضرورة تقتضى منعھم من الدخول إلى مصر.
بداية، لكى يعمل الملك على تسھیل حركة فرقه العسكرية، اھتم بتحسین الطريق المحصن المؤدى إلى الشلال الأول. بل لقد أمر أيضا بحفر ممرا مائیا يسمح بالمرور بین صخور ھذا المكان. وأطلق على ھذه القناة اسم: "إنھا لرائعة طرقات "خع كا أور " (سنوسرت الثالث )، إلى الأبد". ولم يكن طوله لیقل عن مائة وخمسین ذراع. أما عرضه: فإنه خمسین ذراع وعمقه خمسة عشرة .
عموما، يبدو أن سكان "كوش" كانوا يھددون قلاع "إلفنتین ". ولذلك، أمر سنوسرت الثالث بتقويتھا وزيادة تحصینھا. وفى ذات الحین كان ھذا الملك يتأھب ويستعد دائما لإرسال حملات عسكرية مختلفة لردع ھؤلاء الغزاة المعتدين الذين لا يرتدعون أبدا !!.. واستتباعا لإنجازاته ھذه، شید أيضا، فى الفترة الواقعة ما بین العامین الثامن والتاسع عشر من حكمه، معالم الحدود الجنوبیة لمصر، عند أعالى الشلال الثانى: حیث أقام سلسلة من القلاع فائقة القوة والتحصین .
ولقد حدد "جلالته" وضعه ھذا، كتابةً؛ حیث قال: "الحدود الجنوبیة، تأسست فى العام الثامن، تحت حكم جلالة ملك مصر العلیا والسفلى (سنوسرت) متع بالحیاة الأبدية دائما وأبدا. وذلك حتى لا يقدر أبدا، أن يعبرھا أى فرد نحسى، عبر الماء، أو البر؛ أو بواسطة السفن، أو أى فرقة من النحسى، إلا إذا كان الحضور من أجل المتاجرة فى إكم (قلعة مرجیسا)، أو لإحضار رسالة ما، أو لسبب معمول به شرعا. ومع ذلك، لا يُسمح أبدا لإحدى سفن النحسى بالمرور من سِمنة، متوجھة نحو الشمال".
عمل "سنوسرت" على توسیع مدى قلعة بوھن القائمة عند الشلال الثانى . وشید حصن فاراس بشمال بوھن؛ وكذلك قلعة إكم ناحیة الجنوب. كما أمر ببناء واحدة أخرى أطلق علیھا اسم "أسكوت" وغیرھا المعروفة ب "شالفوك " ثم "ورونارتى " وأيضا "حم سمنة " و"كوما " (سمنة – جنوبا). وفى العام السادس عشر من حكمه، أقام ھذا الملك لوحتین: أولاھما فى "سم نة"؛ أما الثانیة فھى فى "ورونارتى": حیث نجد أن نص كل منھما يتطابق مع نظیره الآخر؛ وقد أفعما بالعبرة والعظة؛ ويوجھان، بأسلوب حاسم قاطع إلى فرقه العسكرية وخلفائه من الملوك اللاحقین .. شارحا إنجازاته ومفاخره.
"لأن السكون، بعد ھجوم ما، قد يعمل على ش جاعة قلب العدو . إذن، فمن البسالة أن تكون متقدم، ومن الجبن أن تتقھقر. إنه لرعديد حقا ھذا الذى يتراجع عن حدوده. وإذا كنا عدوانیون تجاه ھذا العدو، فإنه سرعان ما يدير ظھره. ولكننا، إذا إنسحبنا، فإنه سوف يصبح مھاجما معتديا .
إنھم لیسوا أشخاص جديرون بالاحترام. إنھم تعساء محطمو القلب. "وبذا، فإن ابن لى، سیحافظ على بقاء ھذه الحدود التى أقامھا جلالتى، يكون ابنى فعلا، ."( وأنجبه جلالتى. إنه صورة من الابن حامى أبیه، الذى يحافظ ويحمى الحدود الخاصة بمن أنجبه يلاحظ أن تلك المنظومة أو السلسلة الكبرى من القلاع والحصون التى تعد بمثابة جدار فعلى ھائل يزيد طوله عن عشرة كیلومترات، تقوم على حراسة مجرى النیل بجنوب الشلال الثانى. ويضاف إلى ذلك، إنھا قد أغلقت، عند مستوى ارتفاع قلعة "سمنة "، بواسطة نمط من التقلیص والتضییق، تم إعداده بالنھر، حتى ينحصر المرور فى مساحة لا تزيد مطلقا عن عرض سفینة واحدة فقط!! وكذلك، كان يشرف على حمايته ورقابته كل من حصنى "سمنة " و"كوما " المواجھان لبعضھما بعضا. وعلى مسافة غیر بعیدة من اللوحتین اللتین تمجدان انتصاراته، أقام سنوسرت تمثالا له .. لحماية ھذا الممر، وأيضا لتأجیج حمیة وشجاعة جنوده!
فى واقع الأمر أن النوبة كانت تحظى بحماية وافرة قوية من جانب ھذا الملك المؤله، فى نطاقھا، بداية من تلك الحقبة، وحتى نھاية "الدولة الحديثة"، وخاصة، فى منطقة "واوات" الجنوبیة. وفى كل عام، كانت تقام الاحتفالات الكبرى، تعظیما وإجلالا للملك، فى كل من "بوھن "، و"سمنة"، و"كوما" خاصة .. بل وكذلك فى: ورونارى و"جبل أجج"، على مقربة من توشكى.
Labels:
