المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

القلاع والحصون

القلاع والحصون

ربما يجدر بنا الآن، الرجوع للحظات قلیلة إلى طراز ونمط الحصون والقلاع التى كان المصريون يشیدونھا على حدودھم وفیما وراءھا أيضا؛ وخاصة بلاد "عمور ". والتى مازال السوريون يحتفظون ببعضھا. ولاشك أن ھذه التحصینات المنیعة، قد أثرت، فیما بعد، على فن المعمار العسكرى للصلیبیین. إن الخطوط الأولیة لتلك المنشآت الضخمة، ترجع أساسا، إلى أواخر "الدولة القديمة"، حوالى عام 2400 قبل المیلاد.

لقد دعمت كافة القلاع والحصون بجدران من الطوب اللبن، فائقة السمك. وفى النوبة، كانت تقام غالبا على ضفتى النیل. وقد تبدو الجدران المحیطة بساحاتھا فى شكل مستطیل. ومع ذلك، يجب قبل كل شئ، أن تتواءم مع تعرجات أو انحناءات الأرض . إنھا تتضمن أبراجا مسننة الحافة، مربعة النمط أو مستديرة الشكل؛ وأيضا طرقا للدور يات، وحفرة عمیقة، وأبوابا محصنة تقع ناحیة الشمال، والجنوب. أما أكثر الأبواب أھمیة، فتوجد فى وسط الواجھة المؤدية للصحراء: وكل ذلك يعد بمثابة خطوط دفاع ضد أى معتدين، أو مھاجمین أو لصوص، أو بدو . وخاصة ضد "المدجاى" المشھورين الأقوياء العتاة الذين يرھب بأسھم وق وة شكیمتھم، والذين انتھى بھم الأمر إلى انخراطھم بالجیش المصرى لیكونوا بذلك عنصرا أمنیا فعالا وحراس حدود لا مثیل لھم. 

فى حصون النوبة، كان الجدار المشرف على ضفة النیل غیر مزود بأية أبواب؛ ولكن كان ھناك ممر مغطى للتمكن من سحب المیاه فى أمن وأمان. أما بالداخ ل، فقد توزعت الثكنات فى عدة أماكن. وكذلك، يوجد مستودع ضخم لصناعة واستیعاب مختلف الأسلحة، وعدة محال، ومخازن، وورش صناعیة، ومنازل للضباط، وبیت الحاكم؛ وأحیانا المقر الملكى .. وكذلك معبد صغیر ..! دائما أبدا، كانت ھذه الحصون تكمل بواسطة مراكز معینة؛ موزعة فى أنحاء الصحراء؛ وھى مكلفة بالتنبیه بوصول القوافل، أو الاختراق من جانب الأعداء. وتلزم الضرورة أن تتصل كل من تلك الحصون والقلاع ببعضھا بعضا: من خلال إشارات ضوئیة تجھز بواسطة نیران احتراق بعض الأخشاب . والجدير بالذكر، أن أغلبیة ھذه المنشآت المنیعة الضخمة، قد لا يمكنھا إيواء أكثر من مائتى جندى ومعھم عائلاتھم. ويجب أن يكون معظمھم من المصريین.

قلعة "بوھن" من الدولة الوسطى، ولكن تمت بھا بعض التغیرات خلال الدولة الحديثة. أما عن التموين بالأبقار والأغنام، فكان يتم بنفس الموقع : بالإضافة أيضا إلى كمیات من الخضروات والتمر. ولكن يلاحظ أن المادة الغذائیة الأساسیة، ھى القمح، والنبیذ، والجعة : وكانت ترسل إلیھم من العاصمة. وضمن كافة حصون الدولة الوسطى، فى النوبة، كان نموذجھا المثالى، ھو، بلا أدنى شك، القائم فى "بوھن" (وادى حلفا)، عند الشلال الثانى. ولقد تم التنقیب بدقة ومھارة فائقة فى كافة أنحاءھا. وقام عالم الآثار "و. إمرى " بدراستھا وتحلیلھا ببراعة فى إصداراته ودراساته، فى أكثر عملیات الإنقاذ: وأقر، فى نھاية الأمر، أن "بوھن "، ھذه كانت تھیمن تماما على الجزء الأول الصالح للملاحة شمال الشلال الثانى . بل اعتبرت بمثا بة المركز الإدارى بھذه المنطقة الحصینة المنیعة.
كانت الحمولات الآتیة من "الجنوب" يتم تفريغھا ناحیة منطقة القلاع والحصون: بمكان يعرف حالیا باسم: "باطن الحجر". ومن ھناك، تحمل، فوق ظھور الحمیر. ثم ترسل بعد ذلك، على متن السفن إلى مصر. إذن، فلم يكن الأمر يتعلق ھنا بمجرد قلعة عسكرية؛ ولكن، بالأحرى بمركز تبادلات وبیع ذو أھمیة اقتصادية قصوى. وعن تخطیط الحصن، فھو غالبا مستطیل الشكل قائم الزوايا . ولا تقل مساحته عن ( 106800 ) متر مربع.   وتتمیز جدرانه الخارجیة بالسمك الفائق : 4.85 متر . والحد الأدنى لارتفاعه  أحد عشر متر. ويعتلى حائط الواجھة الضخم أبراج مسننة الحافة، مربعة، وبارزة . وعند القاعدة، يوجد متراس مبلط بقوالب الطوب، يحده سور يھیمن على حفرة عرضھا 8.4 متر وعمقھا 6.5 متر . أما عن المنحدر الخارجى المجاور لھذا الخندق، فیعتلیه ممر ضیق مغطى بقوالب الطوب. وترى أيضا عدة أبراج صغیرة مستديرة الشكل ثقبت بھا عدة فتحات مخصصة كمرامى موجھة من أجل رشق السھام فى ثلاثة اتجاھات. وفیما يتعلق بالباب الھائل المھیب الفائق للمألوف المحصن من الناحیة الغربیة، فقد بنى من ال  ”barbacane” ويعمل قسمان داخلیان على توفیر حماية شبه كاملة، . يدعمھا جسر يرفع ويخفض.

ولقد استمر استغلال ثروات "واوات"، خلال تلك الفترة فى أجواء سلمیة إلى حد ما. وخلال عھد "أمنمحات الثانى"؛ بمنطقة توشكى، يلاحظ أن الحملة إلى المحاجر التى كان يقودھا شخص يدعى "حورمحات"، قد نظمت بفرقة من الحرس، وعدد من الموظفین، وقلاعى ال حجر، ومھندسى مناجم، وعمال نقش وصیاغة؛ وأيضا سرب يتكون من ألف حمار. ونجد أن تموين الرجال والحیوانات، كان، لحسن الحظ بالنسبة للمصريین المعتادين على مثل ھذه الحملات، من المشاكل التى يمكن حلھا، بالرغم من صعوبة الأحوال التى يمرون بھا.

وخلال حكم "أمنمحات "، استمرت أوجه النشاط بشكل منتظم : حملات إلى المحاجر؛ وأھمھا تلك التى توجھت إلى "وادى العلاقى". وكذلك دامت المراقبة التى تمارسھا حصون الحدود  الجنوبیة: حیث عملت "برقیات" "سمنة" على تقديم معلومات قیمة للغاية .

إعادة تكوين الباب الغربى لقلعة بوھن. (و. إيمرى).

على مدى الأسرة الثانیة عشرة كاملة، بذل الملوك أقصى جھدھم لغرض الوحدة بھذه المنطقة القائمة ما بین الشلالین الأول والثانى: حیث تعیش بھا العشائر التى تواجدت إبان الدولة القديمة. كمثل: "إرثیت"، و"إرثتى"، و"مخر"، و"واوات"؛ وربما "الساتجو ": وقد انضموا جمیعا تحت اسم موحد، ھو: "واوات". وكان ھؤلاء السكان يعیشون حیاة الرعاة، فى ھدوء وسلام . يشیدون بیوتھم فى ظلال الحصون، إذا تیسر ذلك. خاصة إنھم كانوا يخشون دائما الاعتداءات التى يشنھا، بصفة منتظمة قبائل البدو. وكانوا يخضعون لزعمائھم المحلین: المتصلین، من جانبھم بإدارة القلاع والحصون.

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"