المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الإسكندر وتأسیس الإسكندرية

الإسكندر وتأسیس الإسكندرية

توفى الإسكندر فى عام 323 ق.م، وقد ناھز الثلاثة والثلاثین من عمره . وھكذا أدمج بأسطورة البطل الذى وھب شبابا أبديا. وھو الذى قال عن نفسه، إنه سلیل أخیل وھرقل!!. لقد ولد الإسكندر الثالث فى مدينة بیللا فى مقدونیا عام 356 ق.م. وھو الإبن البكرى لأولیمبیا أمیرة "إبیر "، وفیلیب ملك مقدونیا . وقد احتفظت شعوب الشرق الأدنى وحوض البحر المتوسط بذكراه فى أفئدتھا على طول المدى: باعتباره إنسان تمیز بقوى إلھیة . وقد اكتسب عن أمه الطبع المحتدم، وعن أبیه تعلم الفنون العسكرية، وشارك فى المعارك ضد الثراكس، والإلیريین .
 
وساھم أيضا فى معركة شیرونى فى بويتى إبان النصر الذى أحرزه المقدونیین ضد الإغريق . وفى نطاقھا، استعان جیشه "بالخطط الحربیة المعروفة تحت اسم "الكتیبة المقدونیة ": ويتكون أساسا من سلاح الفرسان بالجناح الھجومى، ومن 9000 جندى مشاه مدافعین. وفى تلك الآونة، لم يكن عمر الإسكندر لیزيد عن ثمانیة عشر عاما؛ ومع ذلك فقد وجه ضربة قاضیة للطیبیین . وفى ذات الحین كان أبوه "فیلیب" يقاتل الأثینیین. ولا جدال أن ھذا النصر، وما أبداه فیلیب من إرادة قوية حیث تمكن من جمع الإغريق لمناھضة الفرس؛ واستطاع أن يكون "كونفیدرالیة" من جمیع الھیلینیین تحت شعار "رابطة كورنثة". وساعد كل ذلك على دفع وحث "فیلیب" وكذلك ابنه "الإسكندر" على الساحة العالمیة.

لقد أراد "فیلیب" أن يتلقى الإسكندر تعلیماً وثقافة ھیلینیة، فاختار أرسطو لیكون معلما له . وعرف ھذا الفیلسوف كیف يحببه بصفة خاصة فى "ھومیروس". كما لقنه مختلف العلوم والجغرافیا والتاريخ.

وبعد موت أبیه عام 336 ق.م، كان الإسكندر قد بلغ العشرين من عمره. وتحتم علیه عندئذ أن يكون الوريث الحق لفیلیب ويصارع الإغريق الذين أرادوا أن يتخلصوا من السیطرة المقدونیة. وھكذا اجتمعت حوله "الكونفیدرالیة" الھیلینیة فى كورنثة، لتساعده فى تكملة مسیرة أبیه: محاربة الفرس. ولتحقیق ھذا الھدف قام الإسكندر بعبور "الدانوب " وأخضع الثراكس . وخلال ذلك ، حث ديموستین الإغريق بالكفاح ضد ھذا المقدونى، ولكن الأثینیین رفضوا الإنضمام إلى ھذا العصیان . وعندئذ، وجد الإسكندر الفرصة سانحة للاستعداد لحملته إلى "آسیا". وفى عام 334 ، عبر الھیلیسبونت على رأس جیش مكون من 37000 جندى، لكى يدمر المملكة الفارسیة التى يحكمھا "دارا الثالث". وھى تمتد من ھیلیسبونت حتى حدود الھند، ومن بحر آرال حتى جنوب نھر النیل .
 
وفى نفس العام، أحرز النصر فى موقعة جیرانیكوس، وھكذا، بسط سیادته على الجزء الجنوبى من آسیا الصغرى. ومضى فى طريقه شرقاً، حیث تمكن من تحرير الكثیر من الشعوب الإغريقیة القائمة بالأراضى الفارسیة. ومن "جورديون"، خلال بعض معسكراته الشتوية، تمكن من حل لغز "العقدة المستحیلة"، حیث شطرھا بضربة واحدة من سیفه. وفى تلك الفترة، فى "بلاد ما بین النھرين "، تمكن "دارا" من تجنید وتنظیم جیش ضخم للغاية. وتمت المجابھة بین الجبھتین فى إسوس، حیث حقق الإسكندر نصراً كبیراً: فقد وقع المعسكر الفارسى بأكمله تحت قبضته، وكذلك الأمر بالنسبة لعائلة "دارا". وفى المرحلة الثانیة، تمكن من الاستیلاء على سوريا، ولكنه اصطدم بالفینیقیین فى "صور". وقد قاومته ھذه المدينة الساحلیة مقاومة عنیفة قبل استسلامھا فى النھاية . وھكذا، فبعد سقوط "صور" عام 332 ق.م تحت نفوذه، وأيضاً استیلائه على مصر، أزمع الإسكندر بسط سیطرته على الجزء الشرقى لحوض البحر الأبیض المتوسط بأكمله. وبذا، توجه جنوباً، واستولى على "غزة" و "القدس"، ثم دخل مصر.

فى أكتوبر 332 ق.م دخل الإسكندرية البیلوز على المشارف الشرقیة لمصر . وفى ديسمبر من نفس العام، تم "تتويجه" "فرعون" فى مدينة "منف ". وفى ذات الحین، كان جیشه يتجه نحو غرب الدلتا. وعندئذ، كان القرار بإنشاء مدينة جديدة قد اختمر فى فكره . ولم يكن الإسكندر قد تعدى وقتئذ الثالثة والعشرين من عمره.

فى كتابه المعنون ب
“Anabase” يحكى "آرين دى نیكوديم " عن إنشاء مدينة الإسكندرية  وبالرغم أن ھذا السرد قد جاء بعد تأسیسھا بحوالى أربعة قرون، فھو من أفضل مصادرنا فى ھذا الشأن: فقد استلھم من بعض الأدلة والإثباتات التى لا وجود لھا فى وقتنا الحالى، والتى قدمھا كل من أرستوبال وبطلمیوس، وھما قائدان بجیش الإسكندر.

"بداية من "ھلیوبولیس"، عبر النھر ووصل إلى "منف ". وھناك، قدم قرباناً للآلھة، وبصفة خاصة "لأبیس". وعمل على إقامة استعراضات للألعاب الرياضیة والفنیة، ساھم بھا أكثر اللاعبین شھرة وذيوع حیث قدموا خصیصاً من الیونان. ومن "منف"، أبحر على صفحة میاه النیل حتى وصل إلى البحر. وراعى أن يصطحب معه على السفینة مجموعة من والنبالین وبعض رجال الجیش . وفیما يتعلق بسلاح الفرسان، فقد رافقته "السرية الملكیة للرفاق". وعندما وصل إلى كانوب، بعد أن قام فى السفینة بدورة حول بحیرة مريوط، نزل عند الساحل الذى أنشئت به مدينة الإسكندرية : التى منحھا إسمه. وبدا له ان الموقع يتلاءم تماماً مع إنشاء مدينة به، وأن ھذه المدينة سوف تزدھر وتتألق. وعندئذ، اجتاحته الرغبة فى تحقیق ھذا المشروع. وقام بنفسه بوضع تخطیط ھذه المدينة .
 
والمكان الذى يجب أن تقام به "الأجورا"، وحدد عدد المعابد المزمع تشییدھا والآلھة التى ستكرس لھا: الآلھة الإغريقیة، ولكن لم ينس أيضاً، الإلھة "إيزيس المصرية ". كما بین موضع السور الذى سیحیط بالمدينة. ومن ھذا المنطلق قدم أضحیة ونبئت البشائر بكل وضوح أن الأمور كلھا مواتیة… بمعاونة المھندس المعمارى "دينوقراتیس الروديسى"، ومن مھندسى جیشه كلاً من "ديادس"، و "خارياس "، قام الإسكندر برسم تخطیط من المدينة فوق الأرض مستعیناً ببعض الرقیق. وحدث ذلك بتاريخ 20 يناير 331 ق.م.
____________
الإسكندرية ملكة الحضارات
تألیف: جان إيف أمبرور
ومجموعة من علماء الآثار
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة: محمود ماھر طه

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"