قائمة الروابط
محافل مميزه
الارشيف
لمتابعة جديد الموقع
مقبرة الإسكندر الأكبر


مقبرة الإسكندر الأكبر
بعد مرور عامین على وفاة الإسكندر فى بابل عام 323 ق.م، قام بطلمیوس الأول بالاستیلاء على أعظم وأندر ذخائر العالم الھیلینى: الجثمان المحنط الخاص بملك مقدونیا العظیم الإسكندر .
وكان قد نقل فوق مركبة جنازية زخرفت بأسلوب رائع وتأھبت لمغادرة بلاد النھرين لتنطلق به إلى موطنه الأصلى. وبذا، فقد دفن الجثمان للمرة الأولى فى سقارة بجبانة "منف" عاصمة مصر السفلى وقتئذ. ووفقا لما ذكره بوسانیاس ( 1 ،6 ، 3)، فقد أودع جسده بمقبرة ذات قبة عالیة طبقًا للطقوس المقدونیة.
وعلى ما يعتقد، أنه خلال حكم بطلمیوس الأول أيضًا ( 323 - 305 ق.م) نقل رفات مؤسس أسرة البطالمة إلى المدينة الجديدة الإسكندرية (روفوس كورتیوس 10،10،20 ). ومن المؤكد أن مقبرة الإسكندر الثانیة قد أقیمت، فى مكان يسھل مراقبته: ربما بجوار (الأكروبول )، أو بداخل الحى الخاص بالقصور الملكیة. ووفقًا لما ذكره زينوبیوس، وھو عالم بلاغة إغريقى الأصل عاش فى روما خلال القرن الثانى المیلادى: أن الملك بطلمیوس الرابع "فیلوباتور" قد أمر فى أواخر القرن الثالث ق.م بإقامة مقبرة أخرى، ھى ال "سیما Sema " حیث جُمعت بقايا رفات الإسكندر وثلاثة من الملوك البطالمة الأوائل بمصاحبة زوجاتھم . فربما أن ھذه المقبرة قد أقیمت بجوار تلك الخاصة بالإسكندر، وأنھا قد أحیطت بسور لحمايتھا . ولكن، "سترابون " ( 27،1،8 ) قد أكد قائلا : أن المقبرة كانت بداخل القصر الملكى، وبتحديد أكثر، ووفقاً لما جاء بالنص : "فى ساحة القصر ". وقد تم بناء مقبرة ضريحیة الشكل، إھداء لإسمه (كما يذكر لنا ديون كاسیوس، 26 ). كانت تتضمن عدة أقبیة تحت الأرض تضم عدد من الملوك البطالمة وقبوين من أجل الإسكندر. أما "لوسیان" ( 10،19 )، فیقول: لقد ھبط قیصر أسفل قبة المقبرة لكى يرى جثمان الإسكندر. وبعد بضعة سنوات أمر "أوكتافیوس " بإخراج رفات الملك المقدونى من تحت ھذه القبة لكى يكرمه ويمجده. وعندئذ، قدم من أجله قرباناً فى ھیئة تاج من الذھب والزھور (كما يقول ديون كاسیوس).
ولكن، ھا ھو ابن شقیق الفیلسوف "سینك لوشین الكوردوى" ( 39 65 المیلادى)، وكان قد أرغم على الانتحار إبان عھد "نیرون"، يقدم لنا أكثر المعلومات أھمیة عن المبنى الجنائزى، من خلال كتابه “Pharsale” ھا أنت (يعنى بطلمیوس الثالث عشر، شقیق كلیوباترا السابعة ) قد أودعت "المقدونى" تحت القبة المقدسة وكذلك رماد الملوك بداخل مقبرة، وھا ھى بعض الأھرام غیر اللائقة تضم أرواح الموتى وأسرة البطالمة البائسة". من الواضح إذن أن رفات الإسكندر، كانت حینئذ فى أعماق مقبرة ذات قیمة (Antrum) لا نعلم بالتحديد حقیقة أوصافھا . وفى ذات الحین، كان جثمان كل من الملوك البطالمة وزوجاتھم، مودعة بنفس المكان، بداخل مقابر متفرقة عن بعضھا بعضا فى ھیئة أھرام ومقابر. واعتمادًا على ما ذكره (سیتون لأوجست 18،1 )، فعلى ما يبدو أن ھذا المكان الذى شیدت به ھذه المقابر كان قائم فى نطاق "السیما “Sèma” " وعرف باسم "بتولمايوم "Ptolemaeum ""فقد كانت "السیما" ما تزال قائمة فى أوائل القرن الثالث قبل المیلاد وقد ذكر ھیرود ( 4،8،9 ) أن الإمبراطور كاراكلا قد قام بزيارتھا عام 215 ق.م. وربما كان ھو الزائر الأخیر الرفیع الشأن لمقبرة الإسكندر، قبیل عملیات التدمیر والتخريب التى تعرضت لھا ساحة القصر عام 270 ق.م: عندما قامت "زنوبیا" ملكة "بالمیرا " بغزو مصر ( Ammien Morcellin 22،16،15 )، أو خلال المعارك التى اشتعلت فى عھد الإمبراطور ديوكلتین فى 297 - 298 ق.م. وعمومًا، فبداية من ھذه الفترة، بدأ النسیان يطمس موضوع مقبرة الإسكندر. وفى أواخر القرن الرابع، صاح الأسقف "جان خريسوستوم "بعنف وشراسة فى وجه الوثنیین سكان المدينة: "أين ھو قبر الإسكندر؟ .! … أريد أن أراه ( Oratio 12 ، (26 .
حقیقة أن "استرابون" فى القرن الأول ق.م، قد عین بالتحديد مكان المجمع الجنازى : "بداخل ساحة القصر". ولكن، نجد أن زينوبیوس ( 3،24 )، قد حدد مكان القبر فى قلب مدينة الإسكندرية نفسھا. فإن ھذا الشخص الأفريقى الأصل الذى عاش حیاته فى روما، كان لا يرى أمام عینیة سوى التخطیط الخاص بالمدينة، والذى يرجع إلى القرن الثانى ق.م، أى بالتحديد الفترة التى امتدت فیھا ھذه العاصمة الكبرى فى اتجاه الشرق. ومن خلال كتابات "أشیللى توتیوس"، وھو كاتب عاش بالإسكندرية، بنفس الفترة الزمنیة، نتبین أنه قد أشار إلى مكان يعرف باسم "میدان الإسكندر" أو "حى الإسكندر" بقلب المدينة، ولكنه فى نفس الوقت، لم يومئ مطلقا إلى وجود مقبرة أو مجمع جنازى (لیوسیب وكلیتوفون، 5،1،3 ). ولا ريب أن كل ھذه الإيماءات قد سببت نوعا من التشوش فى أذھان مؤلفى كتاب "وصف مصر". بل لقد ساعدت، حتى يومنا ھذا، على نشر الكثیر من الأخطاء. ومع ذلك، فنحن على يقین الآن، أن قبر الإسكندر لا صلة له مطلقًا بالجامع العتیق المعروف باسم "النبى دانیال"، ولا حتى بجامع العطارين.
وحديثًا، حاول البعض أن يرجع إلى مقبرة الإسكندر أو "السیما" بعض الكتل الأحادية المصنوعة من المرمر المكونة لبناء جنازى تم اكتشافه عام 1907 بموقع ا لمدافن اللاتینیة بمدينة الإسكندرية. ويقع ھذا المكان على مقربة من جدار ھذه المدينة العتیق القدم، بالناحیة الشرقیة . ولكن ھذه النظرية سرعان ما اصطدمت بالسرد الذى قدمه "سترابون " وأيضًا ببعض المعطیات
الموضوعیة.
ولا يعقل أبدًا أن بطلمیوس الأول لم يكن لیلجا إلى الحفاظ على غنیمته الثمینة بدفنھا خارج أسوار الساحة، وكذلك لا يمكن أن يتبادر إلى ذھن أى من الملوك البطالمة فكرة تشیید الضريح الخاص بھذه الأسرة فى نفس ذات المكان!! … عمومًا مھما كان "ساكن " الضريح الفخم الذى قام "أشیل أدريونى" بتجديده عام 1936 ، ولا توجد به أية زخارف سوى ساكفة بابه وأشكال للعروق الطبیعیة بجدرانه المرمرية، فھو لیس "ملك مقدونیا". ووفقا لموقع ھذا القبر ربما أن تاريخه يرجع إلى عام 300 ق.م.
جونتر جريم
____________
الإسكندرية ملكة الحضارات
تألیف: جان إيف أمبرور
ومجموعة من علماء الآثار
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة: محمود ماھر طه
بعد مرور عامین على وفاة الإسكندر فى بابل عام 323 ق.م، قام بطلمیوس الأول بالاستیلاء على أعظم وأندر ذخائر العالم الھیلینى: الجثمان المحنط الخاص بملك مقدونیا العظیم الإسكندر .
وكان قد نقل فوق مركبة جنازية زخرفت بأسلوب رائع وتأھبت لمغادرة بلاد النھرين لتنطلق به إلى موطنه الأصلى. وبذا، فقد دفن الجثمان للمرة الأولى فى سقارة بجبانة "منف" عاصمة مصر السفلى وقتئذ. ووفقا لما ذكره بوسانیاس ( 1 ،6 ، 3)، فقد أودع جسده بمقبرة ذات قبة عالیة طبقًا للطقوس المقدونیة.
وعلى ما يعتقد، أنه خلال حكم بطلمیوس الأول أيضًا ( 323 - 305 ق.م) نقل رفات مؤسس أسرة البطالمة إلى المدينة الجديدة الإسكندرية (روفوس كورتیوس 10،10،20 ). ومن المؤكد أن مقبرة الإسكندر الثانیة قد أقیمت، فى مكان يسھل مراقبته: ربما بجوار (الأكروبول )، أو بداخل الحى الخاص بالقصور الملكیة. ووفقًا لما ذكره زينوبیوس، وھو عالم بلاغة إغريقى الأصل عاش فى روما خلال القرن الثانى المیلادى: أن الملك بطلمیوس الرابع "فیلوباتور" قد أمر فى أواخر القرن الثالث ق.م بإقامة مقبرة أخرى، ھى ال "سیما Sema " حیث جُمعت بقايا رفات الإسكندر وثلاثة من الملوك البطالمة الأوائل بمصاحبة زوجاتھم . فربما أن ھذه المقبرة قد أقیمت بجوار تلك الخاصة بالإسكندر، وأنھا قد أحیطت بسور لحمايتھا . ولكن، "سترابون " ( 27،1،8 ) قد أكد قائلا : أن المقبرة كانت بداخل القصر الملكى، وبتحديد أكثر، ووفقاً لما جاء بالنص : "فى ساحة القصر ". وقد تم بناء مقبرة ضريحیة الشكل، إھداء لإسمه (كما يذكر لنا ديون كاسیوس، 26 ). كانت تتضمن عدة أقبیة تحت الأرض تضم عدد من الملوك البطالمة وقبوين من أجل الإسكندر. أما "لوسیان" ( 10،19 )، فیقول: لقد ھبط قیصر أسفل قبة المقبرة لكى يرى جثمان الإسكندر. وبعد بضعة سنوات أمر "أوكتافیوس " بإخراج رفات الملك المقدونى من تحت ھذه القبة لكى يكرمه ويمجده. وعندئذ، قدم من أجله قرباناً فى ھیئة تاج من الذھب والزھور (كما يقول ديون كاسیوس).
ولكن، ھا ھو ابن شقیق الفیلسوف "سینك لوشین الكوردوى" ( 39 65 المیلادى)، وكان قد أرغم على الانتحار إبان عھد "نیرون"، يقدم لنا أكثر المعلومات أھمیة عن المبنى الجنائزى، من خلال كتابه “Pharsale” ھا أنت (يعنى بطلمیوس الثالث عشر، شقیق كلیوباترا السابعة ) قد أودعت "المقدونى" تحت القبة المقدسة وكذلك رماد الملوك بداخل مقبرة، وھا ھى بعض الأھرام غیر اللائقة تضم أرواح الموتى وأسرة البطالمة البائسة". من الواضح إذن أن رفات الإسكندر، كانت حینئذ فى أعماق مقبرة ذات قیمة (Antrum) لا نعلم بالتحديد حقیقة أوصافھا . وفى ذات الحین، كان جثمان كل من الملوك البطالمة وزوجاتھم، مودعة بنفس المكان، بداخل مقابر متفرقة عن بعضھا بعضا فى ھیئة أھرام ومقابر. واعتمادًا على ما ذكره (سیتون لأوجست 18،1 )، فعلى ما يبدو أن ھذا المكان الذى شیدت به ھذه المقابر كان قائم فى نطاق "السیما “Sèma” " وعرف باسم "بتولمايوم "Ptolemaeum ""فقد كانت "السیما" ما تزال قائمة فى أوائل القرن الثالث قبل المیلاد وقد ذكر ھیرود ( 4،8،9 ) أن الإمبراطور كاراكلا قد قام بزيارتھا عام 215 ق.م. وربما كان ھو الزائر الأخیر الرفیع الشأن لمقبرة الإسكندر، قبیل عملیات التدمیر والتخريب التى تعرضت لھا ساحة القصر عام 270 ق.م: عندما قامت "زنوبیا" ملكة "بالمیرا " بغزو مصر ( Ammien Morcellin 22،16،15 )، أو خلال المعارك التى اشتعلت فى عھد الإمبراطور ديوكلتین فى 297 - 298 ق.م. وعمومًا، فبداية من ھذه الفترة، بدأ النسیان يطمس موضوع مقبرة الإسكندر. وفى أواخر القرن الرابع، صاح الأسقف "جان خريسوستوم "بعنف وشراسة فى وجه الوثنیین سكان المدينة: "أين ھو قبر الإسكندر؟ .! … أريد أن أراه ( Oratio 12 ، (26 .
حقیقة أن "استرابون" فى القرن الأول ق.م، قد عین بالتحديد مكان المجمع الجنازى : "بداخل ساحة القصر". ولكن، نجد أن زينوبیوس ( 3،24 )، قد حدد مكان القبر فى قلب مدينة الإسكندرية نفسھا. فإن ھذا الشخص الأفريقى الأصل الذى عاش حیاته فى روما، كان لا يرى أمام عینیة سوى التخطیط الخاص بالمدينة، والذى يرجع إلى القرن الثانى ق.م، أى بالتحديد الفترة التى امتدت فیھا ھذه العاصمة الكبرى فى اتجاه الشرق. ومن خلال كتابات "أشیللى توتیوس"، وھو كاتب عاش بالإسكندرية، بنفس الفترة الزمنیة، نتبین أنه قد أشار إلى مكان يعرف باسم "میدان الإسكندر" أو "حى الإسكندر" بقلب المدينة، ولكنه فى نفس الوقت، لم يومئ مطلقا إلى وجود مقبرة أو مجمع جنازى (لیوسیب وكلیتوفون، 5،1،3 ). ولا ريب أن كل ھذه الإيماءات قد سببت نوعا من التشوش فى أذھان مؤلفى كتاب "وصف مصر". بل لقد ساعدت، حتى يومنا ھذا، على نشر الكثیر من الأخطاء. ومع ذلك، فنحن على يقین الآن، أن قبر الإسكندر لا صلة له مطلقًا بالجامع العتیق المعروف باسم "النبى دانیال"، ولا حتى بجامع العطارين.
وحديثًا، حاول البعض أن يرجع إلى مقبرة الإسكندر أو "السیما" بعض الكتل الأحادية المصنوعة من المرمر المكونة لبناء جنازى تم اكتشافه عام 1907 بموقع ا لمدافن اللاتینیة بمدينة الإسكندرية. ويقع ھذا المكان على مقربة من جدار ھذه المدينة العتیق القدم، بالناحیة الشرقیة . ولكن ھذه النظرية سرعان ما اصطدمت بالسرد الذى قدمه "سترابون " وأيضًا ببعض المعطیات
الموضوعیة.
ولا يعقل أبدًا أن بطلمیوس الأول لم يكن لیلجا إلى الحفاظ على غنیمته الثمینة بدفنھا خارج أسوار الساحة، وكذلك لا يمكن أن يتبادر إلى ذھن أى من الملوك البطالمة فكرة تشیید الضريح الخاص بھذه الأسرة فى نفس ذات المكان!! … عمومًا مھما كان "ساكن " الضريح الفخم الذى قام "أشیل أدريونى" بتجديده عام 1936 ، ولا توجد به أية زخارف سوى ساكفة بابه وأشكال للعروق الطبیعیة بجدرانه المرمرية، فھو لیس "ملك مقدونیا". ووفقا لموقع ھذا القبر ربما أن تاريخه يرجع إلى عام 300 ق.م.
جونتر جريم
____________
الإسكندرية ملكة الحضارات
تألیف: جان إيف أمبرور
ومجموعة من علماء الآثار
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة: محمود ماھر طه
