المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الفوضي وأختفاء مصر !

الفوضي وأختفاء مصر !
الفوضي وأختفاء مصر !
الفوضي وأختفاء مصر !

في ختام الأسرة السادسة اختفت مصر عن الأعين فجأة و صارت في ظلمة كأن مصيبة عظمى قد نزلت بها . . و أن ما ذكر هنا من أن الملك الذي كان يخاطبه الحكيم كان مسنا ليتفق تماما مع الحقائق التاريخية . . لأن الملك الذي اختفت معه الدولة القديمة لابد و أن يكون بيبي الثاني الذي جلس على العرش في السنة السادسة من عمره . . و حكم أربعة و تسعين عاما . . كما نقل المصريين أنفسهم .

يبتدئ المتن :

بوصف البؤس العام الذي حل بالبلاد من سرقة و قتل و تخريب و قحط . . و تفكك الإدارة و القضاء على التجارة الخارجية . . و غزو الأجانب و تولية الغوغاء مراكز الطبقات العليا . .

فيذكر الحكيم أن أهل الصحراء قد حلوا مكان المصريين في كل مكان و أصبحت البلاد ملآي بالعصابات . . حتى أن الرجل كان يذهب ليحرث أرضه و معه درعه . . و شحبت الوجوه و كثر عدد المجرمين و لم يعد هناك رجال محترمون . . و فقد الناس الثقة في الأمن . . و على الرغم من فيضان النيل فقد أحجم الفلاحون عن الذهاب لفلاحة أرضهم خشية اللصوص و قطاع الطرق . . و صارت النساء عواقر و لم يعد هناك حمل . . بسبب إعراض خنوم عن هذا العمل غير المجدي . .

و أصبح المعوزين يمتلكون أشياء جميلة . . بينما نجد الأشراف في حزن لا يشاطرون أهليهم أفراحهم . . ثم إن القلوب صارت ثائرة و الوباء انبعث في كل الأرض . . و الدم أريق في كل مكان . . و كثر عدد الموتى حتى أصبحت جثثهم من الكثرة بحيث استحال دفنها . . و لذلك فإنها ألقيت في الماء كالماشية الميتة . . و أصبح أصحاب الأصل الرفيع مفعمين بالحزن بينما امتلأ الفقراء سرورا . . و كل بلدة تنادي قائلة . . فليقص أصحاب الجاه عنا . . و صارت الأرض تدور كعجلة الفخاري . . فأصبح اللص صاحب ثروة . . و تحول النهر إلى دماء عافتها النفوس . . و دمرت البلاد و صار الوجه القبلي صحراء جرداء . . و أصبحت التماسيح في تخمة بما قد سلبت . . و انتشر حفارو القبور في كل مكان بسبب كثرة الموتى . . و خربت البيوت . . و أصبح المصريون لا يرون الآن . .

و صار الذهب و اللازورد و الفضة و الياقوت تحلي جيد الجواري بينما تمشي السيدات النبيلات في طول البلاد يقلن : ليت لدينا بعض الشيء لنأكل . . و صارت أعضاؤهن في حالة يرثى لها لما عليها من خرق بالية و قلوبهن تنفطر حزنا عندما يشاهدون أنفسهن على حالتهن هذه . .

و انتزعت موميات علية القوم من مقابرهم و ألقيت في الطريق العام . . و أصبح سر التحنيط جهرا . . و ألقي المواطنين على أحجار الطواحين . . و أصبح الذين كانوا يرتدون الكتان الجميل يجلدون . . و اضطرت سيدات الطبقة الراقية اللائي كن يسكن في البيوت إلى العمل الشاق في حرارة الشمس . . و أصبحت اللائي كن على أسرة أزواجهن ينمن على مضاجع مقضة . . و صارت السيدات مثل الجواري . . و تحولت أغاني العازفين أناشيد حزن . .
و أصبح الرجل الأحمق يشك في وجود الإله فيقول : إن عرفت أين يوجد الإله قدمت له قربانا . . و أصبحت الماشية و القطعان تندب بسبب حالة البلاد . . و الرجل يقتل أخاه من أمه . . و الطرق شائكة فاللصوص يكمنون في الحشائش حتى يأتي المسافر في ظلام الليل ليسلبوا منه حمله و يسرقوا ما عليه ثم يضربونه بالعصى حتى يقطع نفسه ثم يذبح ظلما . .

و قد انمحى ما كان يشاهد بالأمس و اتلفت المحاصيل و أصبح القوم يأكلون الحشائش . . و لم عد هناك فاكهة و لا أعشاب تقدم للطيور . . و قد أصبحت القاذورات تختطف من أفواه الخنازير بسبب الجوع . . و انعدمت الغلال . . و جرد القوم من الملابس و العطر و الزيت و صارت المخازن خاوية . .
و سلبت كتابات قاعة المحاكمة الفاخرة . . و أذيعت التعاويذ السحرية التي كانت ملكا للحكومة . . و نهبت الإدارات العامة . . و مزقت قوائمها . . و ذبح الموظفون و صار القوم يطأون بأقدامهم قوانين قاعة المحاكمة . . و الفقراء يروحون و يجيئون في البيوت العظيمة . . المحاكم العليا القديمة . . دون خوف أو وجل . .

و امتلأت الأرض بالعصابات و اغتصب الجبناء الرجال الشجعان . . و أصبح من لم يكن في مقدوره أن يصنع لنفسه تابوتا يملك قبرا قد . . و أصبح الناس كالقطيع المذعور م نغير راع . . أما الماشية فهي تجول و لا أحد يعنى بها . . و كل إنسان يأخذ لنفسه ما يريد منها . . و أصبح الرجل يذبح أخوه بجواره فيتركه في الضيق لينجو بنفسه . . و لم يعد هناك صانع يعمل إذ أن العدو قد حرم البلاد حرفها . .

ينتقل الحكيم بعد ذلك إلى مخاطبة الملك المسن فيقول له :

إن القيادة و الفطنة و الصدق معك . . و لكنك لا تنتفع بها . . فالفوضى ضاربة أطنابها في طوا البلاد و عرضها . . و لكنك مع ذلك تغذى بالأكاذيب التي تتلى عليك . . فالبلاد قش ملتهب و الإنسانية منحلة . . ليتك تذوق بعض هذا البؤس بنفسك . .

بعد ذلك نشاهد فجوة في المتن . . لابد و أنها كانت تحوي رد الملك على هذا الكلام . .
ثم يجيبه الحكيم بأن القوم يغطون وجوههم من المستقبل و يستمر في وصف سوء حال البلاد . . و اقتحام مقاصير القبور و حرق التماثيل . . غير أن المتن مهشم تماما . .
و نخلص من هذا المتن أن المجاعة قد حدثت . . تلتها ثورة اجتماعية . واكبها غزو أجنبي أطاح بالدولة من أساسها .

------------------------ (  اثار مصر ) ----------------------------

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"