المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الماضى الكونى للانسان

الماضى الكونى للانسان
الماضى الكونى للانسان
الماضى الكونى للانسان :-
يقول عالم الفلك الأمريكى الشهير كارل ساجان أن تطور عقل الانسان و ذكاؤه حدث نتيجة للتعرض لأشعة كونية جاءتنا من نجوم نيوترونية بعيد جدا فى الفضاء . و يقول كارل ساجان فى كتابه “The Cosmic Connection” :
تسقط الأشعة الكونية على الغلاف الجوى للأرض , و أقوى تلك الأشعة تأثيرا هى أشعة السوبر نوفا أو النجوم النيوترونية ..... (و السوبر نوفا هى حالة من التوهج الشديد تحدث للنجوم قبل موتها , يتحول بعدها النجم الى ثقب أسود فى الفضاء ) ...... حيث تتخلل تلك الأشعة سطح الأرض و تتفاعل مع أشكال الحياه عليها و تتغلغل بعض تلك الأشعة فى جينات الكائنات الحية على الأرض .
هذه الأشعة الكونية التى لا يمكن حصرها تحدث تغييرات و انقلابات و طفرات فى أشكال المادة على الأرض , و تكون تلك الانقلابات فى معظمها ضارة الا أن بعض هذه
الانقلابات يؤدى الى تطور و ارتقاء أشكال الحياه . لذا فان الحياه على الأرض مرتبطة بأحداث نجمية , و قد وجدت البشرية على هذا الكوكب كنتيجة لموت بعض النجوم التى تبعد عنا آلاف السنين الضوئية" .
فاذا نظرنا الى تاريخ مصر القديمة وجدنا اهتمام المصريين القدماء بالنجوم اهتمام ملحوظ فقد أنشأ قدماء المصريين علم المعمار الفلكى "Archeo-Astronomy” و حرصوا على ربط الأهرامات و المعابد بالنجوم فنجد أهرامات الجيزة هى صورة مرآه لمجموعة أوريون النجمية و نجد سشات زوجة تحوت هى التى تشرف على طقوس تحديد اتجاهات المبانى عن طريق ربطها بالنجوم , و كان حرص ملوك مصر القديمة على الاشراف بأنفسهم على طقوس تحديد اتجاهات المعابد و الأهرامات عند تأسيسها فيما يعرف بطقوس شد الحبل و و هى ليست فقط طقوس وضع حجر أساس لمبنى بقدر ما هى ربط المعمار بالنجوم .
و تفيض نصوص الأهرام بذكر النجوم على أنها بوابات للروح فى العالم الآخر و تصف النجوم القطبية بأنها "النجوم التى لا تغيب" و تصف الملك المتوفى بأنه بعد الموت سيتحول الى نجم و يصبح مثل النجوم القطبية التى لا تغيب . و ذكرت نصوص الأهرام أيضا مجموعة الدب الأكبر كأحد المحطات التى تمر بها الروح فى طريقها الى العالم الآخر و أشارت أيضا الى منطقة فى الفضاء تقع بالقرب من مركز المجرة يوجد بها ثقب أسود كبير يعتبر بوابة للمرور بين العوالم (لاحظ أن أكثر الأشعه تأثيرا على حياتنا هى أشعة السوبر نوفا التى تصدر من النجوم قبل أن تتحول الى ثقب أسود حسب قول كارل ساجان ) . و تذكر نصوص الأهرام أيضا أن الملك المتوفى سيتحول بعد الموت الى نجم يبحر فى قارب رع (قارب ملايين السنين) و يطوف الكون فى رحلة أبدية .
و كلمة نجم باللغة المصرية القديمة هى “Seba” و من اهتمام المصريين بالنجوم و علمهم العميق بأسرارها فقد أطلق البعض على قدماء المصريين اسم الصابئة , و الصابئة ليست ديانة انما هى علم , علم دراسة النجوم و الفلك و هو أحد العلوم التى برع فيها قدماء المصريين الى جانب علم نشأة الكون و تطوره حيث ظهرت فى مصر القديمة النظريات التى تفسر نشأة الكون مثل تاسوع هليوبوليس و ثامون الأشمونيين و هى نظريات علمية كتبت بلغة الرموز التى كانت تتميز بها الحضارات القديمة و هناك طائفة تعيش الآن فى العراق تعرف باسم الصابئة و سميت هكذا لأنهم هاجروا من مصر .
اعتقد قدماء المصريين أن أرواحنا أتت من السماء و أننا أبناء "نوت" (السماء) التى ولدتنا من رحمها و التى ستبتلع أرواحنا بعد الموت لتحولنا الى نجوم على جسدها المرصع بالنجوم . لذلك كان الفنان المصرى القديم دائما ما يصور نوت على الغلاف الداخلى للتوابيت بحيث يكون وجه نوت مواجه لوجه المتوفى , و فى هذا رمزية الى عودة الانسان الى أمه التى ولدته "نوت" .
من الصعب أن نغفل التشابه الكبير بين الأسطورة المصرية القديمة التى تفترض مجئ الانسان من السماء و عودته اليها و بين نظرية كارل ساجان الحديثه عن تأثير الأشعة الكونية على نشأة الانسان و تطور وعيه و ذكاؤه .
و لذلك نحتاج الى اعادة دراسة الحضارة المصرية القديمة على أسس علمية و مقارنة الأساطير القديمة بالنظريات العلمية الحديثه للوصول الى فهم أفضل بدلا من اصدار الأحكام المسبقة على الحضارة القديمة بأنها أقل ذكاءا و تطورا من الحضارة الحالية , فالشواهد بدأت تظهر حديثا على أن العكس هو الصحيح .
ـــــــــــــــــ
مدرسة بيت الحياة المصري

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"