المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

النترو .. رع و آمين و بتاح و تحوت و نوت و غيرهم

النترو .. رع و آمين و بتاح و تحوت و نوت و غيرهم
النترو .. رع و آمين و بتاح و تحوت و نوت و غيرهم
النترو :-
رع و آمين و بتاح و تحوت و نوت و غيرهم ......كان قدماء المصريين يطلقون عليهم أسم "نترو" . المفرد منها "نتر" و الجمع "نترو" .
عندما تصدى علماء الآثار لكتابة تاريخ الحضارة المصرية القديمة احتاروا فى فهم هذا المصطلح المصرى و فى ترجمته فترجموه "آلهة" ليس عن فهم و لكن عن استسهال , و من هنا جاء تشويه الحضارة المصرية القديمة ووصمها بالكفر .
النترو هم كيانات ربانية انبثقت عن الخالق عند بدأ الخلق لتقوم بعملية نشأة الكون و تطوره , و هم كيانات و ليس كائنات , أى هم عبارة عن وعى و ذكاء و طاقة تعمل خارج حدود التجسد , و يمكن أن نقارنهم بقوانين الطبيعة فى علم الفيزياء أو بالملائكة فى المفهوم الدينى .
و نلاحظ أن الله سبحانه و تعالى يتكلم بصيغة الجمع فى القرآن فى كثير من المواضع و خاصة عند الحديث عن الخلق (لقد خلقنا الانسان فى أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين) و فى هذا دليل على أن الخلق تم عن طريق مجموعة من القوانين أو النترو أدت الدور المطلوب منها فى منظومة الخلق و هو ما لا يتعارض مع مفهوم الاله الواحد لأن النتر عندما يعمل فان الخالق يعمل من خلاله .
فاذا نظرنا الى "رع" على سبيل المثال وجدنا أساطير نشأة الكون فى مصر القديمة تصف رع بأنه أول ما ظهر عند بداية خلق العالم المرئى أو عالم التجلى , و لذلك فهو كلمة السر أو ال password التى فتحت الطريق لبقية النترو أو قوانين الطبيعة لتبدأ عملها و هو ما عبر عنه المصرى القديم بوصف رع بأنه رب الأرباب , و يمكن مقارنة هذا بفكرة الصوفية عن أن الخلق بدأ ب "تجلى" الخالق بعد أن كان كنزا مخفيا "أى بعد أن كان "آمين" .
فاذا أخذنا فى الاعتبار مفهوم السيمترية و هو أن كل شئ موجود فى العالم المرئى له صورة مقابلة و معكوسة (كصورة المرآه) فى العالم الآخر يكون آمين هو المقابل لرع . و آمين (وليس آمون كما ينطقه البعض) هو الصورة الأخرى لرع فى العالم الآخر أو ال "أمدوات" . و كان المصرى القديم يعتقد أن العالم الآخر أو عالم الباطن هو المصدر الذى تخرج منه كل المخلوقات الى العالم الظاهر . و يترجم البعض اسم ال "أمدوات" على أنه العالم السفلى و هى تسمية خاطئة , فالأصح أنه "عالم الباطن" .
فاذا كان رع هو كلمة السر للتجلى فى العالم المرئى فان "آمين" هو كلمة السر التى تسمح بخروج المخلوقات الكامنة فى عالم الباطن الى العالم المرئى , و لذلك نجد حرص المصرى على ذكر كلمة "آمين" فى نهاية الدعاء و كأنه يردد كلمة السر أو ال "password" التى ستسمح لظهور أمنيته و رجاؤه من عالم الباطن و من ضميره الى العالم المرئى لتتحقق و هو ما اقتبسته الأديان الابراهيمية حيث يختم الدعاء ب كلمة "آمين" .
و "آمين – رع" هو "الظاهر – الباطن" أو هو القانون الأعلى المنظم لعبور الخلق بين عالم الباطن و عالم الظاهر .
و كانت الوحدانية هى أساس فهم منظومة الخلق فى مصر القديمة , حيث قال فيثاغورس الذى عاش فى مصر 22 سنه و تعلم على أيدى كهنتها أن الأصل فى الوجود هو الواحد الأحد , و رقم واحد هو الرقم الحقيقى فى الوجود .
و انبثاق المخلوقات من الخالق لا يعنى التعددية , فبرغم ظهور الخلق لا نستطيع أن ندعى أن الموجوات أصبحت 2 أو 3 أو 4 ........ فما زا الوجود واحد لأن كل المخلوقات ان هى الا تجليات للواحد الأحد .
الخالق واحد مهما تعددت قوانين الخلق , و النترو برغم أنهم متعددين فهم فى النهاية ليسوا الا واحد , و قد مزج المصرى القديم أحيانا أكثر من نتر فى كيان واحد مثل "آمين – رع" و "رع – حور – آختى" و "خبرى – رع" . فالنترو اذن ليست منفصلة عن بعضها بل هى تمتزج أحيانا و تتعاون لتسيير منظومة الخلق .
فهم المصرى القديم قوانين الطبيعة و ما رواء الطبيعة و عبر عن تلك القوانين بلغة تبدو غريبة علينا و هى لغة الحضارات القديمة التى تستحق منا بذل الجهد لمحاولة فهمها .
فى عصر العلم لا يجدر بالباحث أن يبادر باصدار أحكام مسبقه على الحضارات القديمة بأنها كافرة و بدائية كما كان يحدث فى عصور الجهل و الظلام , فالأدلة بدأت تظهر حديثا على تقدم العلوم فى الحضارات القديمة تقدما مذهلا بالمقارنة بالحضارة الحالية ومزيد من البحث العلمى قد يثبت أن العكس هو الصحيح .
و لنا مع بقية النترو وقفات أخرى لنتأمل كل منها و نحاول فهم دوره فى منظومة الخلق .
ــــــــــــــ
مدرسة بيت الحياة المصري

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"