المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

الماعت (من علم نشأة الكون كان فجر الضمير)

الماعت (من علم نشأة الكون كان فجر الضمير)
الماعت (من علم نشأة الكون كان فجر الضمير)
الماعت (من علم نشأة الكون كان فجر الضمير) :-
ان الذين يعيشون اليوم سيموتون غدا , و من يموتون غدا سيولدون مرة أخرى , أما الذين يعيشون فى الماعت (أى فى تناغم مع النظام الكونى) فهؤلاء لن يموتوا .
هكذا اعتقد المصرى القديم و من هنا نشأ فجر الضمير .
كانت "ماعت" عند قدماء المصريين هى النظام الكونى , هى قوانين التناغم التى بنى عليها الكون و التى تنظم و تربط العالمين "العالم المرئى و عالم الماورائيات" , و كانت هى أيضا الحق و العدل و الضمير الذى سيحاسب الانسان فى العالم الآخر و هى الفضيلة التى لا تنفصل أبدا عن فهم النظام الكونى .
كانت ماعت هى أعلى القوانين الكونية و هى المهيمنة و المنظمة لكل قوانين الطبيعة الأخرى و قد رسخ هذا التقدير و التقديس للماعت فى الضمير المصرى , فما زلنا حتى الآن نقول لمن يظن نفسه فوق القانون "انت فاكر نفسك على راسك ريشة" فى اشارة الى الريشة التى تضعها ماعت على رأسها . فريشة الماعت هى التى توضع يوم الحساب فى كفة و يوزن فى مقابلها قلب المتوفى و ذلك فى قاعة ماعت المزدوجة كما جاء فى لوحة المحاكمة الشهيرة .
فما علاقة نشأة الكون بالضمير ؟
ارتبط بزوغ فجر الضمير فى أرض مصر بعلم قدماء المصريين بنشأة الكون و تطوره .
فقد اعتقد المصرى القديم أن ماعت ظهرت من محيط الماء الأزلى (نون) و هو محيط من الفوضى بعد ظهور رع لذلك فهى ابنة رع . و الماعت هى القانون الأول أو الخطة الرئيسية أو الباترون الأساسى الذى بنيت عليه كل قوانين التوازن و التناغم التى تنظم حركة الكون و تطوره . من بحر الفوضى خرج النظام الكونى المبنى على التوازن و التناغم . كان الكون قبل خلق ماعت عبارة عن بحر من الطاقة الكامنة فى حالة من الفوضى يصفها الفيزيائيون ب "حساء النيوترون" تخلو من اللالكترونات و البروتونات , كان هناك فقط نيوترونات يتكون منها نواه شديدة الكثافه . و كان الخلق بالكلمة أى بموجات صوتية حددت ترددات كل مخلوق و نتج عنها تكون أول الأشكال المنتظمه و هو حجر البن بن الذى ظهر من نون . و فى كتاب الظهور بالنهار يقول رع ( أنا أبدى , أنا الذى خلقت الكلمة أنا الكلمة)
فكان الخلق اذن بتحديد ترددات كل ما سيأتى للوجود بموجات صوتية , ونودى كل مخلوق باسمه و استدعى للوجود عن طريق تحديد موجات تردده عند بداية الخلق .
كانت قوانين الماعت هى التى تحفظ الكون من الوقوع مرة أخرى فى هاوية الفوضى , و هى أيضا التى تحافظ على ربط العوالم ببعضها فيما عرف بقانون السيمترية المنسوب الى تحوت "كما فوق كما تحت" , لذلك نلاحظ أن ماعت كانت هى زوجة تحوت فى ثامون الأشمونيين .
و من العلوم المرتبطة بنشأة الكون و تطوره علم الدورات الفلكية Cosmic Cycles” " و من أهمها دورة السبق أو السنه الأفلاطونية أو السنه الكبرى و مدتها 25920 سنه (خمسه و عشرون ألف و تسعمائه و عشرين سنه) . ووعى الانسان لا ينفصل عن تلك الدورات الفلكية فهو أيضا يدور فى دورات مثل الأفلاك , يدور فى دورة تعرف ب "اعادة التجسد" و هى ما نقرؤه فى هذه الحكمة المصرية القديمة :
ان الذين يعيشون اليوم سيموتون غدا , و من يموتون غدا سيولدون مرة أخرى , أما الذين يعيشون فى الماعت (أى فى تناغم مع النظام الكونى) فهؤلاء لن يموتوا .
فهذه اشارة الى دورة اعادة التجسد التى يقع فيها الانسان اذا لم يعش على الأرض حياه متناغمة مع النظام الكونى .
و من ذلك الفهم لطبيعة الدورات الفلكية و دورات اعادة التجسد بزغ فجر الضمير فى مصر فظهر ما يعرف ب قوانين الماعت ال 42 (أنا لم أسرق , أنا لم أقتل , أنا لم أزنى , أنا لم أسلب الاخرين ممتلكاتهم , أنا لم ألوث ماء النيل , أنا لم أتسبب فى بكاء انسان , الخ) . كانت تلك هى الأفعال التى أدرك المصرى القديم بضميره أنها تؤدى بالانسان الى السقوط فى هاوية اعادة التجسد , و أن الابتعاد عن تلك الرذائل تجعله يحيا فى تناغم مع النظام الكونى و يحظى بالحياه الأبدية فى العالم الآخر .
و عاش المصرى القديم آلاف السنين على مرجعية ذلك الضمير الذى بزغ فى مصر قبل أى دولة أخرى و ذلك قبل ظهور الآديان الابراهيمية بلآلاف السنين , و كان قدماء المصريين (بشهادة هيرودوت) أكثر شعوب العالم تدينا و نظافة و أيضا أكثر الشعوب سعادة .
نشأ الضمير اذن و ازدهر فى مصر من محاولة فهم الكون و من دراسة علم نشأة الكون و تطوره , فلا ضمير بلا علم و خصوصا علوم ما وراء الطبيعة التى ازدهرت فى الحضارات القديمة .
و فى المقابل لا ضمير فى وجود الجهل و لا تستطيع النصوص الدينية وحدها بدون مرجعية الضمير أن ترتقى بأمة من الأمم , بل قد تستخدم كذريعة للقيام بمذابح و ارتكاب أبشع الجرائم باستخدام لعبة التأويل , و التاريخ ملئ
بالعديد من قصص المذابح و الجرائم البشعة التى تم ارتكابها "على مرجعية دينية" .
نصوص دينية بدون مرجعية الضمير قد تكون سلاحا فتاكا كالقنبلة النووية عندما توضع فى أيدى السفهاء الذين يستخدمونها بدون مرجعية الضمير .
ما يحتاجه العالم الآن لاعادة الماعت (التناغم و التوازن) الى الانسانية هو اعادة احياء علوم الحضارات القديمة , علوم نشأة الكون و علوم ما وراء الطبيعة , و علوم الطاقة الحيوية , فالعلم هو الرحم الذى يولد منه الضمير , و ما أحوج البشرية الى عودة الضمير لكى تسود الماعت (التناغم و التوازن) على الأرض .
ــــــــــــ
مدرسة بيت الحياة المصري

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"