المكتبة

محافل مميزه

الارشيف

لمتابعة جديد الموقع

البريد الإلكتروني " الإيميل "

السحر فى مصر القديمة (الجزء السابع) الصور المقدسه

السحر فى مصر القديمة (الجزء السابع) الصور المقدسه
السحر فى مصر القديمة (الجزء السابع) الصور المقدسه
السحر فى مصر القديمة (الجزء السابع) الصور المقدسه :-
لكى نستطيع استيعاب مغزى الصور المقدسه فى مصر القديمة ,
علينا أولا أن ندرك كيف أن العقل الغربى ما زال أسير الفكر
الاسرائيلى , و أعنى تحديدا الوصية الثانية من الوصايا العشر التى
يقول فيها اله الاسرائيليين :-
( لا تقم بتصوير أى صورة لأى شئ فى السماء أو الأرض , و لا تنحنى أمامها , لأنى أنا الهك "يهوه" اله غيور )
ما زال هذا النص حتى اليوم يقوم بتأثير كبير على عقل الانسان
الغربى و على و معيار القيم لديه .
ظهرت "الوثنية" (بالمفهوم الاسرائيليى) للوجود فى مراحل حديثة
من تطور الوعى الانسانى , و بالتحديد بعد الحدث المعروف باسم
الخروج (Exodus) , أى خروج الاسرائيليين من مصر هذ الحدث المصحوب بظهور الوصايا العشر عند الاسرائيليين .
ان فكرة اخراج الاله لشعبه المفضل و المختار من مصر هى فكرة
تعبر عن علاقة جديدة "زائفة" بين الانسان و الاله / الالوهية و بين الانسان و الطبيعة بشكل عام .
ان اله الاسرائيليين "الغيور" هو اله لا يمكن ادراك وجوده عن طريق التصوير / الصور .
و على النقيض من ذلك , نجد أن قدماء المصريين رأوا فى الصور المقدسه للنترو (الكائنات الالهية / القوى الكونية) انعكاسا لتلك
القوى الكونية و كانت عندهم صورا مفعمة بالطاقة الكونية . لم
يكن عند قدماء المصريين حدودا بين عالم الروح و عالم الماده
و لم يقوموا بالفصل بين العالمين . فالطبيعة كلها تعبر عن الحضور
الالهى , و لا يكاد يوجد شئ فى الطبيعة يخلو من الطاقة الالهية . فالنجوم و الشمس و القمر و الرياح و الأرض , كلها كانت هى
"الاله / الألوهية" أى أن كل منها هو صورة من صور تجلى
الألوهية فى العالم المادى .
و كانت الحيوانات و النباتات و الأشجار و الحيات عند قدماء المصريين بمثابة وسيط لنقل الطاقة الالهية من عالم الروح لعالم المادة كانت الطبيعة كلها مفعمة بالحضور الالهى .
و لكن هناك أشكال معينة (و مواد معينة) تتمير بقدرتها الفائقة على أن تصبح وسيطا أو قناة تنتقل عن طريقها القوى الالهية من عالم الروح ,
و تأتى لتتجسد فى العالم المادى .
أما الاسرائيليين فبعد عبورهم البحر الأحمر , أصبح ادراكهم للعالم
ادراكا ماديا صرفا فهم يرون الأشياء حولهم على أنها مجرد مادة
معتمة مظلمة , خالية من الروح , خالية من الحضور الالهى . أصبحت الأشياء المادية فى نظر الاسرائيليين مجرد ماده فقط , منعزلة عن عالم الباطن / الروح .
و كان هذا هو أول ظهور لفكرة "الأوثان / الأصنام " .
لم يعرف قدماء المصريين طوال تاريخهم فكرة "عبادة الأوثان" , و لم
يكن للوثنية أى وجود فى تاريخ مصر القديم لماذا ؟ لسبب بسيط , و هو أن الوثن أو الصنم هو مجرد شئ مادى معتم / مظلم خالى من الروح .... و لم يكن لمثل هذه الأفكار وجود فى مصر القديمة , لأن العقل المصرى لم يكن يفكر بهذه الطريقة المادية البحته .
ان فكرة "الأوثان / الأصنام" هى نتاج العقل الاسرائيلى , و نجد شرح لفكرة الأوثان فى أحد مزامير الاسرائيليين و التى جاء فيها ان الأوثان
هى :
( من صنع الانسان لها فم و لكنها لا تتكلم لها أعين و لكنها لا ترى لها آذان و لكنها لا تسمع لها أنف و لكنها لا تشم لها أيدى و لكنها لا تلمس لها أرجل و لكنها لا تمشى و لا تخرج أى أصوات من حنجرتها ) .
يقول أوين بارفيلد (Owen Barfield) ان "الأوثان / الأصنام" فى الفكر الاسرائيلى هى مجرد صور خالية من أى محتوى أو طاقة روحانية هى صور ميته , خالية من الحياه . و مثل هذه الصور الميته لم تكن موجوده فى مصر القديمة .
-----------------------------------------------------------------------
من كتاب (Temple of the Cosmos) للكاتب البريطانى Jeremy Naydler

إشتـرك يصــلك كل جديــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

تابعونا على الفيس بوك

قائمة متابعي الموقع

تعريب وتعديل: بلوجر بالعربي

Crown of Egypt "تاج مصر للتراث الفرعوني"